سوف نرى من خلال الأمثلة الرائعة والمذهلة في هذا البحث علاقات رقمية عجيبة متوافقة مع الرقم سبعة.....
لقد شاء الله تعالى بحكمته أن يخبئ في كتابه هذه المعجزة ويؤخّر ظهورها إلى عصرنا هذا لتكون المعجزة أقوى وأشد تأثيراً. فلو فرضنا أن هذه المعجزة قد ظهرت قبل مجيء عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم لم يكن لها تأثير يُذكر.
ونود أن نشير إلى أن طريقة عد الكلمات في القرآن هي كما كُتبت هذه الكلمات، أي الحرف المكتوب نعده حرفاً سواء لُفظ أم لم يُلفظ. واو العطف هي كلمة مستقلة لأنها تُكتب في القرآن الذي كُتب على عهد الرسول الكريم مستقلة عما قبلها وما بعدها. طبعاً الهمزة والشدة وعلامات المد والألف الخنجرية ليست أحرفاً لأنها لم تُكتب في المصحف الذي كُتب بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
مقدمة
لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه بآية كريمة هي: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1/1], فهي أول آية في القرآن الكريم, لذلك نجد الرسول الكريم يبدأ مختلف أعماله بهذه الآية الكريمة, و ذلك لثقل هذه الآية و أهميتها. فهذه الكلمات الأربع أنزلها الله تعالى لتكون شفاء و رحمة لكل مؤمن رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
الأساس الرياضي لعملية توزع الحروف
إذن عند دراستنا لتوزع حروف معينة على كلمات الآية ننطلق من أساس رياضي متين، فكل كلمة من كلمات الآية تمثل مرتبة ومَنْزِلة، إما أن يكون رقمها صفر وهذا يعني أن الكلمة لا تحوي أي حرف من حروف اسم ﴿الله﴾ الألف واللام والهاء، أو تأخذ هذه الكلمة الرقم 1 وهذا يعني أن الكلمة تحوي حرفاً واحداً من حروف لفظ الجلالة قد يكون الألف أو اللام والهاء أو تأخذ الرقم 2 وهذا يعني أن الكلمة تحوي حرفين من حروف لفظ الجلالة أو تأخذ الرقم 3 وهذا يعني أن الكلمة تحوي ثلاثة أحرف من حروف اسم ﴿الله﴾ الألف واللام والهاء، وهكذا.
أيضاً هنالك أساس رياضي فيما يسمى بتقاطع المجموعات، فنحن في البسملة لدينا 4 مجموعات وهي كلمات البسملة الأربعة، وكل مجموعة تحوي عدداً من الحروف هي حروف كل كلمة من كلمات الآية، ويتم تقاطع هذه المجموعات الأربع مع مجموعة هي حروف اسم ﴿الله﴾ أي الألف واللام والهاء وبالتالي نأخذ الحروف المشتركة بين كل مجموعتين.
إن وجود نظام المجموعات وتقاطعها في حروف القرآن دليل على السبق الرياضي للقرآن فيما يسمى بالرياضيات الحديثة. هذا وإن الهدف من وجود نظام قائم على حروف اسم ﴿الله﴾ هو للدالة على أن الله عز وجل هو الذي أنزل هذه الآية وأحكمها بهذا البناء العجيب. ولكن هنالك نظام أكثر إعجازاً يقوم على أسماء الله الحسنى في هذه الآية.
الأساس الرياضي
لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات البسملة كما كُتبت في القرآن فإننا نجد:
كلمة ﴿بسم ﴾ عدد حروفها 3 حروف
كلمة ﴿الله ﴾ عدد حروفها 4 حروف
كلمة ﴿الرَّحْمنِ ﴾ عدد حروفها 6 حروف
كلمة ﴿الرَّحِيمِ ﴾ عدد حروفها 6 حروف
إن مجموع هذه الأرقام هو: 3 + 4 + 6 + 6 = 19 حرفاً، فإذا ما تغيَّر ترتيب هذه الكلمات يبقى المجموع نفسه. والله تعالى حفظ تسلسل كلمات كتابه، لذلك اختار طريقة صف الأرقام كما يلي، لنكتب البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 4 6 6
إذا قرأنا العدد الذي يمثل تسلسل حروف البسملة كما هو دون جمعه يصبح 6643 ستة آلآف وست مئة وثلاثة وأربعون، ميزات هذا العدد أننا نرى فيه حروف كل كلمة من كلمات البسملة، ففي العدد 6643 نرى بأن الرقم 3 يمثل حروف أول كلمة، الرقم 4 يمثل عدد حروف الكلمة الثانية وهكذا..
ولكن ما هو الميزان الذي بواسطته ينضبط العدد 6643 ليبقى محفوظاً برعاية الله تعالى ؟ إنها عملية القسمة على رقم محدد، أو مضاعفات هذا الرقم. هذا العدد من مضاعفات السبعة!
6643 = 7 × 949
ونقرأ كما يلي: إن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف البسملة هوستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، هذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في عدد صحيح هو 949.
ميزات هذه الطريقة
من أهم مميزات صف الأرقام حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى أنها تحافظ على تسلسل كلمات الآية، ولو تغيّر ترتيب أي كلمة فإن العدد المصفوف سيتغير ولن يقبل القسمة على سبعة لأن طريقة صفّ الأرقام حساسة جداً لأي تغيير في عدد أو تسلسل الحروف.
كما أن هذه الطريقة تتميّز عن طريقة الجمع بأن الأعداد الناتجة شديدة الضخامة، فكل كلمة تحتل مرتبة أو منْزِلة: آحاد ـ عشرات ـ مئات ـ آلاف ـ عشرات الآلآف ـ مئات الآلآف ...... وهكذا إذا أردنا كتابة العدد الذي يمثل مصفوف حروف الفاتحة سنجد عدداً من 31 مرتبة أي من مرتبة المليون مليون مليون مليون مليون!!!
إذن طريقة صف الأرقام تناسب معجزة شديدة التعقيد والضخامة تتجلى في القرن الواحد والعشرين. والسؤال: كيف لو مثّلنا حروف كلمات القرآن كله! إن العدد الناتج سيتألف من أكثر من سبعين ألف مرتبة! فتأمل ضخامة أعداد القرآن!!
من الأشياء الممتعة في علم الرياضيات ما يسمى بالسلاسل العددية أو الرقمية، واكتشاف ودراسة هذه السلاسل ساهم بشكل أساسي في تطور جميع العلوم مثل علوم التكنولوجيا الرقمية، ولكن ما هي هذه السلاسل وما الفائدة منها؟
فعندما فكّر العلماء باختراع الحاسبات الرقمية كان لابد من وضع التصميم المناسب لإنجاز العمليات الحسابية داخل هذه الحاسبات الإلكترونية. وبما أن الحاسبة لا تفقه لغة الأرقام، تم وضع الأسس الرياضية لما سمي بالنظام الثنائي الذي يعتمد على رقمين فقط الواحد والصفر.
وفق هذا النظام يتم كتابة أي عدد مهما كبُر أو صغُر، وذلك على شكل سلسلة تتألف من الرقمين 1 و 0 ، ويتكرر هذين الرقمين بما يتناسب مع العدد المطلوب.
الآن نأتي إلى النظام العشري الذي نستخدمه في حساباتنا العادية، وهذا النظام يمكن تمثيله بواسطة سلسلة رقمية أساسها الرقم 10، ويمكن أن نكتب هذه السلسلة من الأعداد:
1 10 100 1000 10000 100000 .......
إذن كل حّد يتضاعف عن سابقه عشر مرات. ولكي لا نثقل على القارئ الكريم بهذه الأعداد نبقى في رحاب الآية الكريمة ونحلل العدد الناتج والذي يمثل سلسلة عددية من الأرقام هي: 6643، فهذا العدد هو سلسلة رقمية يمكن كتابتها وفق المجموع الآتي:
( 3 × 1 ) + ( 4 × 10) + ( 6 × 100) + ( 6 × 1000)
3 + 40 + 600 + 6000
آحاد + عشرات + مئات + آلاف
وهذا يساوي العدد الأصلي 6643 وهو يمثل مصفوف حروف البسملة.
إذن عندما نكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية بطريقة صف الأرقام، إنما نقوم بعدّ حروف كل كلمة، ووضع الرقم تحت الكلمة، ونقرأ العدد الناتج والذي يتألف من مراتب (آحاد، عشرات، مئات، آلاف، عشرات الآلاف......)، أي أن كل كلمة تحتل مَنْزِلة تتضاعف عشر مرات عن الكلمة التي تسبقها.
إن وجود السلاسل الرقمية في كتاب الله عز وجل، دليل على أن القرآن العظيم قد سبق علماء الرياضيات إلى هذا العلم بقرون طويلة!!
قبل متابعة المعجزة الإلهية في البسملة نذكّر بأن العدد 6643 لا يمثل مجموع عدد حروف الآية بل هو مصفوف حروف الآية. والسؤال: هل يكفي هذا النظام لضبط حروف الآية وحفظها من التحريف ؟ لنقرأ الفقرة الآتية.
حروف اسم ﴿الله﴾ في أول آية من كتاب الله
لزيادة ضبط حروف الآية وإحكام بنائِها فقد رتب الله عزّ وجلّ حروف اسمه في كلمات الآية بنظام سباعي معجز! وفكرة هذا النظام تعتمد على عدّ حروف اسم ﴿الله﴾ في كل كلمة. إذن لا نعدّ كل حروف الآية بل نعدّ فقط ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء، أي حروف لفظ الجلالة ﴿الله﴾ وهذا يعطي:
كلمة ﴿بِسْمِ﴾ عدد حروف الألف واللام والهاء 0
كلمة ﴿اللهِ﴾ عدد حروف الألف واللام والهاء 4
كلمة ﴿الرَّحْمنِ﴾ عدد حروف الألف واللام والهاء 2
كلمة ﴿الرَّحِيمِ﴾ عدد حروف الألف واللام والهاء 2
إذن نحن أمام سلسلة جديدة من الأرقام هي: 0-4-2-2 كل رقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف اسم ﴿الله﴾ سبحانه وتعالى. ولذلك نعيد كتابة الآية مع الأرقام الجديدة التي تمثل توزع اسم ﴿الله﴾ في كلماتها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 4 2 2
إن العدد 2240 ألفان ومئتان وأربعون هو عدد يقبل القسمة على سبعة من دون باق، أي هو من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
2240 = 7 × 320
إذن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف الآية من مضاعفات السبعة، وكذلك العدد الذي يمثل مصفوفة حروف اسم ﴿الله﴾ في الآية من مضاعفات السبعة.
في علم الهندسة بمختلف اختصاصاتها هنالك علم مهمّ يدرس توزع الأشياء الهندسية في مجالات محددة. فمثلاً في علم هندسة الطيران وحتى تكون الطائرة ناجحة وآمنة وتنجز رحلالتها بسلامة، يجب دراسة توزع ضغط الهواء حول جناحيها في كل نقطة، ومعالجة هذه المعطيات بحيث لا تتجاوز حدوداً هي المسموح بها. إذن يتم تقسيم الجناح إلى شبكة مربعات ونقيس الضغط في كل مربع ثم نشكل ما يسمى بمصفوفة المعطيات الرقمية وتتم معالجتها بطرق رياضية معروفة.
أسْمَاء الله جلَّ وعلا
إن البارئ تبارك وتعالى أحكم بناء كتابة بشكل لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثله، فرتب الحروف والكلمات بنظام رياضي عجيب وفريد. ومن أغرب الأنظمة الرياضية هو توزع حروف أسماء الله الحسنى وهما ﴿الرَّحْمنِ﴾ و﴿الرَّحِيمِ﴾. وقبل اكتشاف النظام الرياضي لحروف هذين الاسمين في البسملة يجب أن نتدبّر معنى ودلالات كل اسم.
نحن نعلم أن الشدة عكس الرحمة وقد جَمَعَت الآية صفتين لله عز وجل: صفة التَّنْزيه والشدة والقوة والعَظَمَة والجبروت وتمثلها كلمة ﴿الرَّحْمنِ﴾، وصفة الرحمة والمغفرة والرأفة والتوبة وتمثلها كلمة ﴿الرَّحِيمِ﴾.
إذن نحن أمام صفتين متعاكستين من حيث الدلالة اللغوية والبلاغية، والسؤال: ماذا عن النظام الرقمي لهاتين الكلمتين ؟ وهل من الممكن أن نجد تعاكساً رقمياً يتفق مع التعاكس اللغوي ؟ هذا ما سوف نشاهده فعلاً من خلال دراسة توزع حروف هذين الاسمين الكريمين على كلمات الآية، لذا نجد أن الأعداد الناتجة تقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين!!
وهنا نكتشف شيئاً جديداً في الرياضيات القرآنية وهو قراءة الأعداد باتجاهين متعاكسين! وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تعالى للدلالة على أنه كتاب مُحكَم: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 11/1].
والذي يبحث في كتاب الله عن هذين الاسمين يجد أن كلمة ﴿الرَّحْمنِ﴾ غالباً ما ترد في مواضع الشدة ومواضع التنْزيه لله تعالى، مثل: ﴿وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً﴾ [مريم: 19/92]. وقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنِ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ﴾ [الأنبياء: 21/26]. وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنِ وَقَالَ صَوَاباً﴾ [النبأ: 78/38].
بينما نجد كلمة ﴿الرَّحِيمِ﴾ غالباً ما ترد في مواضع الرحمة والمغفرة والتوبة مثلا: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ﴾ [الزمر: 39/53]. وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمِ﴾ [التوبة: 9/104].
ويتجلى في البسملة نظامان رقميان لكلمة ﴿الرَّحْمنِ﴾ وكلمة ﴿الرَّحِيمِ﴾ وبما أننا في هاتين الكلمتين أمام نظام لغوي متعاكس، فالشدة تعاكس الرّحمة، سوف نرى بأن النظام الرقمي لحروف الكلمتين أيضاً متعاكس.
توزع حروف اسم ﴿الرَّحْمنِ﴾
لنكتب آية البسملة وتحت كل كلمة ما تحويه هذه الكلمة من حروف ﴿الرَّحْمنِ﴾ سبحانه وتعالى، أي ما تحويه كل كلمة من الحروف:
ا ل ر ح م ن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 6 5
توزع حروف ﴿الرَّحْمنِ﴾ في الآية يمثله العدد 5631 معكوس هذا العدد هو 1365 أي نقرأ العدد الخاص بكلمة ﴿الرَّحْمنِ﴾ من اليمين إلى اليسار فيصبح من مضاعفات السبعة:
1365 = 7 × 195
توزع حروف اسم ﴿الرَّحِيمِ﴾
الآن نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف ﴿الرَّحِيمِ﴾ أي ما تحويه كل كلمة من الحروف:
ا ل ر ح ي م:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 5 6
توزع حروف ﴿الرَّحِيمِ﴾ في الآية ويمثله العدد 6531 وهو من مضاعفات السبعة أيضاً:
6531 = 7 × 933
إذن النظام المُحكَم ينطق بالحق، فقد انعكس اتجاه القراءة للأرقام عندما انعكس المعنى! وهذه النتيجة الرقمية تثبت أن في كتاب الله اتجاهين لقراءة الأعداد بما يتناسب مع معنى النص القرآني، فهل هذه هي المثاني التي تحدث عنها البيان الإلهي؟
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
¬ ®
قد يكون هذا النظام أحد جوانب المثاني في القرآن، يقول تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر: 39/23], والله تعالى أعلم. نعيد كتابة الحقائق الرقمية لتوزع حروف أسماء الله تبارك وتعالى والواردة في أول آية من كتاب الله تعالى ونتأمل:
الآيــة بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تـوزع حـروف ﴿الله﴾ 0 4 2 2 ®
توزع حروف ﴿الرَّحْمنِ﴾ 1 3 6 5 ¬
توزع حروف ﴿الرَّحِيمِ﴾ 1 3 5 6®
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ﴿الله﴾ من مضاعفات السبعة
باتجاه اليمين ، أما العدد الذي يمثل توزع حروف اسم ﴿الرَّحْمنِ﴾ فهو من مضاعفات السبعة باتجاه اليسار، والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم ﴿الرَّحِيمِ﴾ يقبل القسمة على سبعة باتجاه اليمين. إذن نحن أمام اتجاهات: ® ¬ ® وهذه الاتجاهات تدل على أنه لا مصادفة في كتاب الله تعالى، وأن هذا النظام المبهر ليس من صنع بشر.
إذا ما تأملنا هذه الاتجاهات وكيف انضبطت مع الرقم سبعة، نتساءل: هل هي المصادفة التي جعلت أول جملة في كتاب الله تحوي ثلاثة أسماء لله؟ وهل المصادفة هي التي جعلت حروف كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة يتوزع على كلمات الآية بنظام سباعي؟ وهل المصادفة علمت بأن صفة ﴿الرَّحْمنِ﴾ تعاكس صفة ﴿الرَّحِيمِ﴾ فجعلت الأرقام متعاكسة؟
رأينا كيف تتوزع حروف محددة في البسملة بنظام سباعي ولكن السؤال: هل يكفي هذا النظام لتوزع الحروف لضبط وإحكام الآية وحفظها من التحريف ؟ إن هذا النظام كافٍ ولكن من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده وضع مزيداً من الدلائل على صدق آياته وأن كل حرف في كتابه معجزة بحد ذاته.
إن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن وأحكمه بنظام معجز ليثبت لمن يشك فيه أنه كتاب من عند الله عز وجل القائل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 41/53].
حروف أول كلمة وآخر كلمة
إن النظام الرقمي المُحكَم يشمل أول وآخر البسملة، فأول كلمـة فيها هي ﴿بسم﴾ عـدد حروفهـا 3 وآخـر كلمـة فيهـا هي ﴿الرَّحِيمِ﴾ عدد حروفها 6، لنكتب هذه النتيجة:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 6
إنّ العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وآخر كلمة هو 63 هذا العدد مضاعفات السبعة:
63 = 7 × 9
إذن أول البسملة يرتبط بآخرها برباط مُحكَم يقوم على الرقم سبعة، وهذا أمر طبيعي لأن أي بناء حتى يكون متماسكاً يجب أن يرتبط أوله بآخره و إلا لانهار البناء! كما أن هذه النتيجة تدل على أن الله تعالى أحكم كتابه العظيم بنظام مُحكَم، وأنه لو قام أحد من البشر بتحريف القرآن وإضافة أو حذف شيءٍ منه لاختل هذا البناء العجيب.
نظام تكرار الحروف
تتألف: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ من 10 أحرف أبجدية , نذكرها حسب الأكثر تكرارًا مع تكرار كل حرف من هذه الأحرف في البسملة:
تكرر حرف اللام في البسملة 4 مرة
تكرر حرف الألف في البسملة 3 مرة
تكرر حرف الميم في البسملة 3 مرة
تكرر حرف الراء في البسملة 2 مرة
تكرر حرف الحاء في البسملة 2 مرة
تكرر حرف الباء في البسملة 1 مرة
تكرر حرف السين في البسملة 1 مرة
تكرر حرف الهاء في البسملة 1 مرة
تكرر حرف النون في البسملة 1 مرة
تكرر حرف الياء في البسملة 1 مرة
نصفُّ هذه التكرارات بهذا التسلسل لنجد:
ل م ا ر ح ب س هـ ن ي
4 3 3 2 2 1 1 1 1 1
المذهل أن العدد الذي يمثل تكرار كل حرف من هذه الأحرف مصفوفاً يقبل القسمة على سبعة:
1111122334 = 7 × 158731762
إن ترتيب الحروف حسب الأكثر تكراراً له أساس في علم الرياضيات فيما يسمى بالتصنيف والنِّسَب. وهذا نظام موجود في عمل الكمبيوتر حيث يقوم بترتيب معطيات معينة حسب نظام معين. إن وجود نظام لتكرار الحروف بتسلسل رياضي (الأكبر فالأصغر) في القرآن دليل على السبق العلمي للقرآن في علم التصنيف. ونتساءل بعد هذه السباعيات المتكررة: كيف جاءت هذه التوافقات مع الرقم سبعة؟ هل هي بترتيب بشر؟ أم هي من عند ربِّ البشر تبارك وتعالى؟
ونظام تراكمي للحروف
مهما تنوعت طرق العد والإحصاء يبقى النظام قائماً، فلو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات البسملة بشكل مستمر أي حروف الكلمة مع ما قبلها، سوف يبقى العدد الذي يمثل مصفوف حروف البسملة وفق هذه الطريقة من مضاعفات الرقم سبعة. لنكتب البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
3 7 13 19
إن العدد الذي يمثل حروف الكلمات بهذه الطريقة هو: 191373 من مضاعفات السبعة أيضاً:
191373 = 7 × 27339
إن هذا النظام يبقى مستمراً حتى لو قمنا بعكس عملية العدّ، فإذا ما عددنا حروف الكلمات تراكمياً ولكن من اليسار إلى اليمين فسوف نجد:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
19 16 12 6
والعدد في هذه الحالة هو 6121619 من مضاعفات السبعة:
6121619 = 7 × 874517
إذن كيفما عددنا الحروف وفي أي اتجاه، تبقى الأرقام منضبطة على الرقم سبعة، ويبقى القرآن كتاباً مُحكَماً، كيف لا وهو أعظم كتاب على وجه الأرض! إنه الكتاب الذي قال الله عنه: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾ [الإسراء: 17/88].
ارتباط البسملة بالمعوذتين
إننا نلمس في ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ استعانة بالله واستعاذة به ولجوءاً إليه، ولذلك سوف نرى نظاماً مذهلاً في حروف هذه البسملة العشرة في كلمات سورتي: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.
ســورة الفـلـق
من عجائب البسملة ارتباط حروفها بسور القرآن, وهذا ما نلمسه في توزع حروف البسملة على كلمات المعوذتين , ونبدأ بالسورة ما قبل الأخيرة من القرآن، سورة الفلق. لنخرج ما تحويه كل كلمة من كلمات هذه السورة من حروف البسملة:
ل م ا ر ح ب س هـ ن ي
(مع ملاحظة أن هذا النظام يبقى قائماً مع البسملة ومن دونها )، إذن ندرس العدد الذي يمثل الحروف المشتركة بين البسملة وبين أولى المعوذتين:
قل أعوذ برب الفلق من شرّ ما خلق
1 1 3 3 2 1 2 1
و من شرّ غاسق إذا وقب و من شرّ النفثت
0 2 1 2 2 1 0 2 1 3
في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
1 2 0 2 1 3 2 2
إن العدد الضخم الذي يمثل توزع حروف البسملة في هذه السورة من مضاعفات الرقم سبعة وهو: 22312021312012212012123311 هذا العدد يساوي:
= 7 × 3187431616001744573160473
ولكي لا يظنن أحد أن هذه النتيجة قد جاءت بالمصادفة، يمكن تقسيم هذه السورة المباركة إلى مقطعين:
1 ـ استعاذة بالله: وتمثلها الآية الأولى من هذه السورة: ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾.
2ـ استعاذة من شر خلق الله: وتمثلها بقية السورة: ﴿من شرّ ما خلق * ومن شرّغاسق إذا وقب *ومن شرّ النفاثات في العقد* ومن شرّ حاسد إذا حسد﴾.
والعجيب أننا نجد النظام الرقمي ينطبق تماماً على كل قسم من هذين القسمين! لنتأكد من هذه الحقيقة:
قل أعوذ برب الفلق
1 1 3 3
العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة في هذا القسم هو 3311 من مضاعفات السبعة:
3311 = 7 × 473
نأتي الآن إلى القسم الثاني لنجد النظام ذاته يتكرر:
من شرّ ما خلق و من شرّ غاسق إذا وقب
2 1 2 1 0 2 1 2 2 1
و من شرّ النفثت في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
0 2 1 3 1 2 0 2 1 3 2 2
إن العدد الذي يمثل حروف البسملة في هذا المقطع أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة: 2231202131201221201212 يساوي:
= 7 × 2231202131201221201212
ولكي نبعد أي أثر للمصادفة وبشكل نهائي، إذ كما نعلم كلما كثُرت التناسقات العددية مع رقم محدد قلَّ احتمال المصادفة، لذلك يمكن تقسيم المقطع الثاني المتضمن الاستعاذة من شر خلق الله إلى مقطعين أيضاً:
استعاذة من شرِّ الخلق
﴿من شرّ ما خلق * ومن شرّغاسق إذا وقب﴾: فهذه استعاذة بالله تعالى من شر المخلوقات مثل الغاسق وهو الليل المظلم عندما يُقبل، ومن شرِّ ما ضمَّ هذا الظلام من مخلوقات.
استعاذة من شرِّ أعمال الخلق
﴿ومن شرّ النفاثات في العقد * ومن شرّ حاسد إذا حسد﴾: وهذه استعاذة بالله تعالى من شرِّ أعمال الخلْق، مثل السَّحَرة الذين يصنعون السحر من خلال النفث والنفخ في عقدٍ يصنعونها للإضرار بالناس، ومن شرِّ أعمال الحاسدين الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
والعجيب حقاً أننا نجد النظام ذاته تماماً يتكرر في كل من المقطعين الجديدين:
المقطع الأول
لنكتب المقطع الذي يعبر عن الاستعاذة من شر الخلْق، وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة:
من شرّ ما خلق و من شرّ غاسق إذا وقب
2 1 2 1 0 2 1 2 2 1
العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 1221201212 من مضاعفات السبعة:
1221201212 = 7 × 174457316
المقطع الثاني
والآن نجد النظام ذاته يتكرر، لنكتب المقطع الذي يمثل الاستعاذة من شر أعمال الخلْق، وتحت كل كلمة وا تحويه من حروف البسملة:
و من شرّ النفثت في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
0 2 1 3 1 2 0 2 1 3 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 223120213120 من مضاعفات السبعة أيضاً:
223120213120 = 7 ×31874316160
إن هذا النظام المُحكَم لم يأت عن طريق المصادفة العمياء , بل هو من عند الله عَزَّ وجَلَّ, ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذه المعجزة نقوم بإحصاء الكلمات تصنيفها حسب ما تحويه من حروف البسملة.
في هذه السورة كلمات تحتوي على حرف واحد فقط من حروف البسملة مثل كلمة ﴿قُلْ﴾ التي تحوي حرف اللام فقط، و ﴿أعُوذُ﴾ التي تحوي حرفاً واحداً من البسملة هو الألف، وكلمة ﴿وَقَبَ﴾ التي تحوي حرف الباء فقط.... وهكذا. وهذه الكلمات عددها 9.
هنالك أيضاً كلمات احتوت على حرفين من حروف البسملة مثل كلمة ﴿غاسق﴾ والتي تحوي حرفين من البسملة هما الألف والسين وكلمة ﴿مِنْ﴾ التي تحوي حرفين أيضاً هما الميم والنون... وعدد هذه الكلمات هو 10.
أما الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة مثل ﴿إلهِ﴾ فعددها 4 كلمات.
لنكتب هذه النتائج في جدول:
حرف واحد حرفان ثلاثة حروف
9 10 4
إن العدد 4109 من مضاعفات السبعة:
4109 = 7 × 587
لنوجِّه سؤالاً لكل من لا يقتنع بالإعجاز الرقمي فنقول:
هل يمكن للمصادفة أن توزِّع حروف البسملة في سورة الفلق بنظام يقوم على الرقم سبعة, ثم تأتي هذه المصادفة لتوزِّع حروف البسملة على كل مقطع من مقاطع السورة بنفس النظام , ثم تأتي المصادفة لترتب ما تحويه كلمات السورة من حروف البسملة بالنظام ذاته؟
إذا كانت هذه جميعاً مصادفات تتكرر في المعوِّذة الأولى , فهل يمكن للمصادفات ذاتها أن تتكرر بشكل كامل في المعوِّذة الثانية؟ لنقرأ الفقرة الآتية ونستيقن بأن هذا القرآن لا يحوي مصادفات إنما هي معجزات.
سورة الناس
نقوم الآن بتكرار الخطوات السابقة مع آخر سورة في القرآن، وهي سورة الناس. لنكتب سورة الناس ونخرج ما تحويه كل كلمة من حروف البسملة:
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة عبر كلمات هذه السورة هو: 504251133551253525311، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة تماماً!! وهو يساوي:
= 7 × 72035876221607646473
ولكي نزيل أي شك بالمصادفة نلجأ كما فعلنا سابقاً إلى تقسيم السورة إلى مقطعين، استعاذة بالله واستعاذة من الشيطان:
1 ـ استعاذة بالله تعالى وصفاته: ﴿قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس﴾.
2 ـ استعاذة من الشيطان وصفاته: ﴿من شرّ الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس﴾.
في كلا المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر! نكتب المقطع الأول وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة:
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
سوف نجد العدد 53525311 من مضاعفات السبعة!
53525311 = 7 × 7646473
ويتكرر النظام ذاته في المقطع الثاني:
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5
العدد 5042511335512 من مضاعفات السبعة أيضاً:
5042511335512 =7 × 720358762216
والآن نقوم بالعمل السابق ذاته وهو إحصاء لمحتوى كل كلمة من حروف البسملة كما فعلنا في الفقرة السابقة تماماً، لنجد أن هنالك كلمات في هذه السورة تحتوي على حرف أو حرفين أو ثلاثة حروف أو أربعة حروف أو خمسة حروف من البسملة كما يلي:
1 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرف واحد من البسملة هو 5.
2 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرفين من حروف البسملة هو 3.
3 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة هو 4.
4 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على أربعة حروف من البسملة هو 1.
5 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على خمسة حروف من البسملة هو 7.
حرف حرفان ثلاثة أربعة خمسة
5 3 4 1 7
إن العدد 71435 من مضاعفات السبعة:
71435 = 7 × 10205
إن هذه النتائج تؤكد أن الله عَزَّ وجَلَّ قد رتب حروف البسملة في آيات وسور كتابه بنظام مُحكَم , ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام الإلهي نذهب إلى أعظم آية من كتاب الله لنرَ كيف تتجلّى حروف ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ في كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً.
أعظم آية في القرآن
هكذا حدثنا رسول الله، عن أعظم آية في كتاب الله تعالى , وهي آية الكرسي:
﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [الآية 255 من سورة البقرة]. إذا عبَّرنا عن كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة برقم يمثل ما تحويه من حروف البسملة، فإننا نحصل على عدد شديد الضخامة والذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي:
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
4 2 3 3 1 4 4 2 2 3
وَ لاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ
0 2 2 2 2 1 4 0 2 1 4
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
2 1 3 1 2 3 4 3 2 3
أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ
5 0 2 3 0 2 4 2 2
عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَتِ وَ الأَرْضَ
3 3 3 1 1 4 4 0 4
وَ لاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
0 2 2 4 0 1 4 4
نكتب العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي على سطرين:
12412041222203224413324 43213
44104220404411333224203205323
هذا العدد من مضاعفات السبعة تماماً! إن هذه النتيجة الرقمية الثابتة تؤكد أن حروف البسملة لها نظام موجود في آيات القرآن , وقد رأينا جانباً من هذا النظام في أعظم آية من القرآن. وتأمل كلمة (السماوات) كيف كُتِبت في القرآن من دون ألف هكذا ﴿السَّمَوَتِ﴾ , ولولا هذه الطريقة الفريدة في رسم الكلمات لاختل هذا النظام المُحكَم.
توزع عجيب
في القرآن الكريم 114 بسملة موزعة بنظام معيّن على سور القرآن بحيث نجد في بداية كل سورة بسملة باستثناء سورة التوبة حيث لا توجد هذه البسملة. ولكن هنالك سورة توجد فيها بسملتان في أوّلها وفي سياق آياتها، وهي سورة النمل في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 27/30]. والشيء العجيب جداً هو أن هذا التوزع لـ ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ في سور القرآن له حكمة سوف ندرك جزءاً منها من خلال الحقيقة الرقمية الآتية.
فلو قمنا بدراسة توزع هذه البسملات عبر سور القران كلِّه فسوف نرى توافقاً مذهلاً مع الرقم سبعة. لنخرج من كل سورة ما تحويه من البسملات، فمثلاً سورة الفاتحة تأخذ الرقم 1 لأنها تحوي بسملة واحدة، وسورة البقرة كذلك تأخذ الرقم 1 لأنها تحتوي على بسملة واحدة في مقدمتها، وكذلك سورة آل عمران... وهكذا.
أما سورة التوبة فتأخذ الرقم صفر، لأنها لا تحتوي على أية بسملة. بينما سورة النمل تأخذ الرقم 2 لأنها تحتوي على بسملتين في أولها وفي سياق آياتها... وهكذا. عند صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من 114 مرتبة بعدد سور القرآن وهو:
11111111111211111111111111111011111111
11111111111111111111111111111111111111
11111111111111111111111111111111111111
إن هذا العدد شديد الضخامة والمؤلف من 114 مرتبة هو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين كيفما قرأناه. والشيء العجيب جداً أن عملية القسمة على سبعة تنتهي 19 مرة في كل اتجاه!! أي أن هذا العدد الضخم الذي يمثل توزع البسملة على سور القرآن يتألف من 19 جزءاً، كل جزء من مضاعفات السبعة، ولكن لماذا 19 جزءاً؟ لأن عدد حروف البسملة هو 19 حرفاً!
وهنا يعجب المرء من دقة وعظمة هذا التوزع للبسملة في سور القرآن: هل جاء هذا التناسب مع الرقم سبعة وبالاتجاهين بالمصادفة؟ وهل للمصادفة دور في جعل عملية القسمة تنتهي بالضبط 19 مرة بعدد حروف البسملة وبالاتجاهين أيضاً؟
وهكذا عندما نسير في رحاب هذه الآية الكريمة ونتدبَّر عجائبها ودقَّة نَظْمِها وإحكامها فلا نكاد نجد نهاية لمعجزاتها. لذلك مهما حاولنا تصور عظمة كتاب الله فإن كتاب الله أعظم، ومهما حاولنا تخيل إعجاز هذا القرآن فإن معجزته أكبر من أي خيال.
------------
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar