[b]اسم الكتاب : حقيقة العلاقة بين اليهود والنصارى وأثرها على العالم الإسلامي
المؤلف : أحمد محمد زايد
الناشر : دار المعالي/ الأردن
عدد الصفحات : 583
جاء الكتاب في مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة فصول ، فالمقدمة ضمنها الباحث : أهمية الموضوع ودواعي اختياره ، ومنهج البحث فيه ، ثم خطته .كما اشتمل التمهيد على مبحثين :الأول في التعريف بألفاظ الموضوع ،والثاني في طبيعة العلاقة بين الرسالات السماوية .
ثم ذكر في الفصل الأول العلاقة بين اليهود والنصارى قديماً ،وضمن هذا الفصل خمسة مباحث ،أعطى في الأول نبذة عامة عن اليهود والنصارى،وفي الثاني تكلم عن الحالة الدينية والاجتماعية لبني إسرائيل قبيل مبعث المسيح عليه السلام ،وفي الثالث دعوة المسيح عليه السلام طبيعتها وأهدافها ،وفي الرابع موقف اليهود من المسيح عليه السلام ودعوته وأتباعه ،وفي الخامس موقف اليهود والنصارى قديماً من الدعوة الإسلامية.
بعد ذلك شرع في الفصل الثاني وتعرض فيه للعلاقة بين اليهود والنصارى حديثاً ، من ناحية الوجود اليهودي في أوربا وموقف الأوروبيين منه،وحركة الإصلاح الديني في أوربا والتقارب المسيحي واليهودي،و الصهيونية غير اليهودية في أوربا وأمريكا، وبعض مظاهر التحالف بين اليهود والنصارى حديثاً ،ودوافع هذا التحالف .
ثم ذكر بعد ذلك الفصل الثالث وأشار فيه إلى آثار التحالف بين اليهود والنصارى على الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ، في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
بعد ذلك ذكر في الفصل الرابع المنهج الإسلامي في مواجهة التحالف اليهودي الصليبي ضد الإسلام ، عن طريق بناء الأمة المسلمة ،و إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية .
وفي نهاية هذا البحث استعرض فيه الباحث بعض أو أهم ثماره فقال :
أولاً: العلاقة بين الرسالات الإلهية وثيقة ووطيدة ، ذلك أن الإسلام – بالمعنى الحقيقي – هو الدين المشترك الذي دعا إليه رسل الله قاطبة ، وانتسب إليه المؤمنون عبر الدهور ، ولما وقع التحريف في رسالتي موسى وعيسى – عليهما السلام – أصبح الإسلام يطلق – عرفاً – على التعاليم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم للتمييز بينه – كدين محفوظ -، وبين الرسالات المحرفة.
ثانياً: الأصل أن تسير الرسالات السماوية في اتجاه واحد بلا خلاف أو عداء ، باعتبار أن هناك جسور التقاء بينها جميعاً متمثلة في وحدة مصدرها ، وأهدافها ومبادئها العامة.
ثالثاً : تمثلت أصل العلاقة أو جذورها بين اليهود والنصارى قديما ً في كون عيسى عليه السلام رسولاً إلى بني إسرائيل وكون التوراة كتابه كالإنجيل تمثل تعاليمها قاعدة دعوته ، وأساس رسالته .
وكون منشأ المسيحية بدأ داخل البيئة اليهودية ، وامتداداً لتاريخها وكون المؤمنين بالمسيح عليه السلام من اليهود . فتوفرت بذلك كل مقومات العلاقة.
رابعاً : بعث المسيح عليه السلام ليقوّم انحرافات اليهود ، فآمن به بعضهم ، وكفر الآخرون ، وقام صراع رهيب بين من آمن منهم ومن كفر وامتد إلى قرون طويلة ، وكان هذا هو طابع العلاقة بين الفريقين قديماً.
خامساً : أنشأت حركة الإصلاح الديني البروتستانتية في أوربا اتجاها جديداً ، ينظر إلى اليهود نظرة ودية، تطورت حتى وصلت ذروتها في مطلع هذا القرن ، وتمخضت عن تحالف قوي صليبي يهودي هدفه توحيد الجبهة ضد الإسلام.
سادساً : كانت أبرز مقومات هذا التحالف أنه انطلق من تراث وعقيدة وكانت أوضح خصائصه الجماعية ،والشمول ،إذا انتفت الفردية في حركته ،ووجهت ضرباته إلى كل نواحي الحياة الإسلامية .
سابعاً : أما بواعث هذا التحالف الآثم فمنها الحقد على الإسلام والخوف الشديد منه ، والمصالح المشتركة بين طرفي هذا التحالف ، يضاف إلى ذلك ما لعبته الأيدي اليهودية في الخفاء حتى وصلت إلى البابوية نفسها .
ثامنا : استغل اليهود الأحداث العالمية – هنا وهناك – ولم يكونوا هم صانعيها ، ووقفوا دائما ً في الصفوف الخلفية – لا المتقدمة – يحصدون نتائجها ، وكان تحالفهم مع الأقوياء دائما ً من أسرار نجاحهم ، وهذا يعني أنهم ليسوا بهذه العبقرية الفذة ، أو الشجاعة النادرة كما يصورهم بعض من كتب عنهم .
تاسعاً : كان للتحالف المذكور أثر على كافة الجوانب الإسلامية المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فتغيرت – بذلك – ملامح المجتمع الإسلامي ، وفقد معظم سماته وخصائصه.
عاشراً : هناك اتجاه خطير ، لا يزال كثير من المسلمين يجهل حقيقته وأهدافه ، هو ما يعرف بالصهيونية المسيحية ، أو الأصولية الإنجيلية تتزعمه اليوم الولايات المتحدة.
حادي عشر : لا يمكن – أبداً – للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا أن تصل إلى نتيجة صحيحة في قضية السلام بين العرب واليهود ، والتي تدعي أنها راعيتها – ما لم تتخل هذه الدول عن خلفياتها الدينية التوراتية ، وطبيعتها العدائية التي تجعلها دائماً مع الصالح اليهودي.
ثاني عشر :إن ضعف الأمة الإسلامية من داخلها ، هو السبب الأكبر الذي هيأ لمخططات هذا التحالف النجاح والفاعلية .
ثالث عشر : المستقبل للإسلام ، فلا تزال أمة الإسلام – رغم كل ما حدث لها – قوية مؤهلة للنهوض والريادة ، بما تملك من دين صحيح محفوظ ومقومات مادية هائلة ، يزيد من ذلك تلك الوعود بالنصر والتمكين التي ساقتها آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
رابع عشر : إن طريق العودة والنهوض هو الطريق النبوي ؛ من تربية الأفراد والشعوب الإسلامية على هذا الدين ،وإقامة المجتمع المسلم بكل مقوماته وخصائصه وصولاً إلى الحكومة المسلمة والخلافة الإسلامية ، ولا بد أن يتحرك لذلك الأفراد، والمختصون والمؤسسات المختلفة ، دون أن يتخلف في ذلك طرف .
والحمد لله أولاً وآخراً،وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[/b]