هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في اداء صلاته

لا
إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ، واشهد
أن محمد عبده ورسوله، سبحانك ربي وبحمدك ، عدد خلقك ورضا نفسك ووزن عرشك
ومداد كلماتك ، لا إله إلا انت ، عليك احيا وبك اموت ، اللهم اسألك علما
نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا ، اللهم صلي علي محمد وعلي أل محمد كم صليت
علي سيدنا ابراهيم وال سيدنا ابراهيم اللهم بارك علي سيدنا محمد وأل علي
سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا ابراهيم وعلي أل سيدنا ابراهيم في العالمين
إنك حميدا مجيد .

قال الله تعالي : إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا مكتوبا ، وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي،صدق رسول الله

وكان (ص) عليه وسلم إذا قام الي الصلاة قال : ((الله اكبر)) ولم يقل شيئا
قبلها ولا تلفظ بالنيه البتة ، ولا قال : اصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة
اربع ركعات إماما أو مأموما ، ولا قال : أداء ولا قضاء ، ولا فرض الوقت ،
وهذة بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة
واحدة منها البتة بل ولا عن احد من أصحابه ، ولا استحسنه أحد من التابعين ،
ولا الأئمة الاربعة.

بل كان (ص) الله عليه وسلم إذا قام الي الصلاة قال : ((الله اكبر )) رافع
يديه معها ممدودة الأصابع ، مستقبلا بها القبلة الي فروع أذنيه ، وروي الي
منكبيه او يحاذي بهما المنكبين ، وكذلك قال ابن عمر ، وقال وائل بن حجر ،
وقال البراء : قريبا من أذنيه ، كما قيل إنه من العمل المخير فيه .

وكان يستفتح تارة بقوله : (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، اللهم
نقني من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس ))

وتارة يقول : (( الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الحمد لله كثيرا ، الحمد
لله كثير ، الحمد لله كثيرا ، سبحان الله بكرة وأصيلا ، سبحان الله بكرة
وأصيلا ، سبحان الله بكرة وأصيلا ، اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم من
همزه ونفخه ونفثه )). وغيرها كثير فكل هذه الأنواع صحت عنه صلي الله عليه
وسلم

وكان يقول بعد ذلك : (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) ثم يقرأ الفاتحة ،
وكان يجهر ب(( بسم الله الرحمن الرحيم )) تارة ، ويخفيها أكثر مما يجهر
بها .

وكما جاء في صحيح البخاري عن قراءته صلى الله عليه وسلم (( كانت قراءته مدا
، يقف عند كل آية ، ويمد بها صوته )) البخاري ( 6\241) ، وابو داود ( 1465
) ، وابن ماجه ( 1353 ) واخرجه أحمد في ( 3\119 )

وكان له سكتتان صلي الله عليه وسلم سكتة بين التكبيرة و القراءة ، وقد صح
حديث السكتتين الذي اخرجه ابوداود في سننه برقم (779) ، والترمزي في سننه
برقم (251) ، عن سمرة بن جندب ، وقد قال : حفظت من رسول الله (ص) الله
عليه وسلم سكتتين : سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ من قراءة ((غير المغضوب
عليهم ولا الضالين )) .

وكان (ص) الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة ، سكت بقدر ما يتراد إليه نفسه
، ثم رفع يديه كما تقدم وكبر راكعا ، ووضع كفيه علي ركبتيه كالقابض عليهما
، ووتريديه ، فنحاهما عن جنبيه ، وبسط ظهره ومده ، واعتدل ، ولم ينصب رأسه
، ولم يخفضه ، بل يجعله حيال ظهره معادلا له .

وكان يقول : ((سبحان ربي العظيم )) اخرجه ابن ماجه (888) ، ومسلم في صحيحه
برقم (772) . وتارة يقول مع ذلك ، أو مقتصرا عليه : (( سبحانك اللهم ربنا
وبحمدك ، اللهم اغفر لي )) ،وكان يقول أيضا في ركوعه (( سبوح قدوس رب
الملائكة والروح )) اخرجه مسلم في صحيحه برقم (487) ، وتارة يقول : ((
اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي
وعصبي )) وهذا انما حفظ عنه في قيام الليل . وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر
تسبيحات ، وسجوده كذلك ، ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلا : (( سمع الله لمن
حمده )) ويرفع يديه كما تقدم . وتارة يقول : (( سمع الله لمن حمده ، اللهم
ربنا لك الحمد ، ملء السماوات ، وملء الارض ، وملء ما شئت من شئ بعد ، أهل
الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد : لا مانع لما أعطيت ،
ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )) ، وصح عنه أنه كان يقول :
(( اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، ونقني من الذنوب
والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي ، كما
باعدت بين المشرق والمغرب )) ، وصح عنه أنه كرر فيه قوله : (( لربي الحمد ،
لربي الحمد )) حتي بقدر الركوع .

ثم كان يكبر ويخر ساجدا ، ولا يرفع يديه ، وكان (ص) الله عليه وسلم يضع
ركبتيه قبل يديه ، ثم يديه بعدهما ، ثم جبهته وأنفه ، وهذا هو الصحيح الذي
رواه شريك ، عن عاصم بن كليب ، عن ابيه ، عن وائل بن حجر : رأيت رسول الله
(ص) الله عليه وسلم إذا سجد ، وضع ركبتيه قبل يديه ، وإذا نهض رفع يديه قبل
ركبتيه )) اخرجه ابوداود (838) ، وابن ماجه (882) ، والنسائي (2\206) ،
وكان (ص) الله عليه وسلم يسجد علي جبهته وأنفه دون كور العمامة ، فكان إذا
سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض ، ونحي يديه عن جنبيه ، وجافى بهما حتى يرى
بياض إبضيه ، ولو شاءت بهمة – وهي الشاة الصغيرة – أن تمر تحتهما لمرت .
كان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه ، وفي صحيح مسلم عن البراء أنه (ص) الله
عليه وسلم قال : (( إذا سجدت ، فضع كفيك وارفع مرفقيك ))

وكان يعتدل في سجوده ، ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة .

وكان يبسط كفيه وأصابعه ، ولا يفرج بينهما ولا يقبضهما .

وجاء في صحيح ابن حبان (488) كان (( إذا ركع ، فرج أصابعه ، فإذا سجد ، ضم أصابعه ))

وكان يقول : (( سبحان ربى الأعلي )) وأمر به .

وكان يقول : (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ))

وكان يقول : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ))

وكان يقول : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ))

وكان يقول : (( اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا احصى ثناء عليك ، أنت كما أثنيت علي نفسك ))

وكان يقول : (( اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره ))

وكان يقول : (( اللهم اغفر لي خطئتى وجهلي وإسرافي في امرى ، وما انت أعلم
به مني ، اللهم اغفر لي جدى وهزلى ، وخطئى وعمدي ، وكل ذلك عندى ، اللهم
اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، أنت إلهي ، لا إله إلا
أنت )) اخرجه احمد (4\417) والبخاري (8\105) ومسلم (8\80،81)

وهنالك الكثير من احاديث الدعاء عنه (ص) الله عليه وسلم

وأمرنا (ص) الله عليه وسلم بالاجتهاد في الدعاء في السجود وقال : (( إنه قمن أن يستجاب لكم )) .

كان (ص) الله عليه وسلم يرفع رأسه مكبرا غير رافع يديه ، ويرفع من السجود
رأسه قبل يديه ، ثم يجلس مفترشا ، يفرش رجله اليسرى ، ويجلس عليها ، وينصب
اليمني .

وذكر النسائى عن ابن عمر قال : من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمني ،
واستقباله بأصابعها القبلة ، والجلوس علي اليسري ولم يحفظ عنه (ص) الله
عليه وسلم في هذا الموضع جلسة غير هذه .

وكان يضع يديه علي فخذيه ، ويجعل مرفقه علي فخذه ، وطرف يده علي ركبته ،
ويقبض ثنتين من أصابعه ، ويحلق حلقة ، ثم يرفع أصبعه يدعو بها ويحركها ،
هكذا قال وائل بن حجر عنه (ص) الله عليه وسلم .

ثم كان يقول بين السجدين : (( اللهم اغفر لي وارحمنى واجبرني واهدنى
وارزقنى )) وهذا ما ذكره ابن عباس رضى الله عنهما عنه (ص) الله عليه وسلم ،
وكما ذكر حذيفة أنه كان يقول : (( رب اغفر لي ، رب اغفر لي )) ، وكان هديه
(ص) الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود ، وهكذا الثابت عنه في
جميع الاحاديث .

وفي (( الصحيح)) عن أنس رضى الله عنه : كان رسول الله (ص) الله عليه وسلم
يقعد بين السجدتين حتى نقول : قد أوهم . وهذه السنة تركها أكثر الناس من
بعد انقراض عصر الصحابة .

وكان هديه (ص) الله عليه وسلم ينهض علي صدور قدميه وركبتيه معتمدا علي
فخذيه كما ذكر عنه : وائل وأبوهريرة ، ولا يعتمد علي الأرض بيديه . وكان
النبى (ص) الله عليه وسلم إذا قام يصلى الثانية كالأولى سواء ، إلا في
أربعة أشياء : السكوت ، والاستفتاح ، وتكبيرة الإحرام ، وتطويلها كالأولى ،
فإنه صلي الله عليه وسلم كان لايستفتح ، ولا يسكت ، ولا يكبر للإحرام فيها
، ويقصرها عن الأولى ، فتكون الأولى أطول منها في كل صلاة .

وكان إذا جلس للتشهد ، وضع يده اليسرى علي فخذه اليسري ، ووضع يده اليمنى
علي فخذه اليمنى ، وأشار بأصبعه السبابة ، وكان لا ينصبها نصبا ، ولاينيمها
، بل يحنيها شيئا ، ويحركها شيئا ، كما تقدم في حديث وائل بن حجر ، وكان
يقبض أصبعين وهما الخنصر والبنصر ، ويحلق حلقة وهي الوسطى مع الإبهام ويرفع
السبابة يدعو بها ، ويرمي ببصره اليها ، ويبسط الكف اليسرى على الفخذ
اليسرى ، ويتحامل عليها . ويجلس علي رجله اليسرى ، وينصب اليمنى ، ولم يروى
عنه في هذه الجلسة غير هذه الصفة .

وكان (ص) الله عليه وسلم يتشهد دائما فى هذه الجلسة ، ويعلم اصحابه أن
يقولوا: (( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا
الله ، وأشهد أن محمد وعبده ورسوله )). ثم كان ينهض مكبرا علي صدور قدميه
وعلي ركبتيه معتمدا علي فخذه كما تقدم . ثم كان يقرأ الفاتحة وحدها ، ولم
يثبت عنه أنه قرأ فى الركعتين الأخريين بعد الفاتحة شيئا ،

قال ابو قتادة رضى الله عنه : وكان رسول الله (ص) الله عليه وسلم يصلى بنا ،
فيقرأ فى الظهر والعصر فى الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ،
ويسمعنا الآية أحيانا . زاد مسلم ويقرأ فى الأخريين بفاتحة الكتاب )) اخرجه
البخارى (1\193) .

وكان (ص) الله عليه وسلم إذا جلس فى التشهد الأخير ، ذكره البخاري فى
((صحيحه)) من حديث أبى حميد أيضا قال : وإذا جلس فى الركعة الآخرة ، قدم
رجله اليسرى ، ونصب اليمنى ، وقعد علي مقعدته .

وكان (ص) الله عليه وسلم إذا جلس فى التشهد ، وضع يده اليمنى على فخذه
اليمنى ، وضم أصابعه الثلاث ، ونصب السبابة . وفى لفظ : وقبض أصابعه الثلاث
، ووضع يده اليسرى على اليسرى . ذكره مسلم عن ابن عمر وأخرجه مالك فى
الموطأ(76) . وقال وائل بن حجر : (( جعل حد مرفقه الأيمن علي فخذه اليمنى ،
ثم قبض ثنتين من أصابعه ، وحلق حلقه ، ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو
بها )) وهو فى السنن أخرجه ابن ماجه (810\912) وأحمد (4\316) والنسائى
(2\126) . وكان يستقبل بأصابعه القبلة فى رفع يديه ، وفى ركوعه ، وفى سجوده
، وفى تشهده ، ويستقبل أيضا بأصابع رجليه القبلة فى سجوده . وكان يقول فى
كل ركعتين : التحيات لله الصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة
الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وأشهد أن لا إله
إلا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ))

ثم كان يقول : (( اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلى أل سيدنا محمد ، كما صليت
على سيدنا ابراهيم وعلى أل سيدنا ابراهيم ، اللهم بارك علي سيدنا محمد
وعلى أل سيدنا محمد ، كما باركت علي سيدنا ابراهيم وعلي أل سيدنا ابراهيم ،
في العالمين إنك حميدا مجيد )) .

وهديه صلي الله عليه وسلم فى المواضع التى كان يدعو فيها فى الصلاة ، فهى سبعة مواطن :-

1\ كان يدعو (ص) الله عليه وسلم بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح ، مثل
دعائه : (( الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر ، الحمد لله كثيرا، الحمد لله
كثيرا، الحمد لله كثيرا ، سبحان الله بكرة وأصيلا، سبحان الله بكرة
وأصيلا، سبحان الله بكرة وأصيلا ، اللهم أعوذ بك ، من الشيطان الرجيم همزه
ونفخه ونفثه ))

2\ كان يدعو قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة في الوتر والقنوت العارض
وفي صلاة الصبح قبل الركوع ، وغاية ما روى عنه فى هذا القنوت ، أنه علمه
للحسن بن على ، كما في ((المسند)) و (( السنن )) الأربع عنه قال :علمنى
رسول الله (ص) الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر : (( اللهم اهدنى
فيمن هديت ، وعافنى فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لى فيما أعطيت
، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ، ولا يقضي عليك ، إنه لا يزل من واليت ،
تباركت ربنا وتعاليت )) . اخرجه أحمد فى (1\199) و (1\200) والدرامى (1600)
.

3\ بعد الاعتدال من الركوع ، كما ثبت ذلك في (( صحيح مسلم )) من حديث عبد
الله بن أبى أوفى : كان رسول الله (ص) الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من
الركوع قال : (( سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمده ، ملء السماوات ،
وملء الأرض ، وملء ما شئت من شئ بعد ، اللهم طهرنى بالثلج والبرد ، والماء
البارد ، اللهم طهرنى من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ
)) .

4\ في ركوعه كان يقول: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) .

5\ وكان يدعو فى سجوده ، وكان فيه غالب دعائه ، مثل قوله : (( اللهم إنى
أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذب بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من
فتنة المحيا والممات ، اللهم إنى أعوذ بك من المأثم والمغرم )) اخرجه أحمد
فى ( 6\88 ) .

6\ وكان يدعو (ص) الله عليه وسلم بين السجدتيين فيقول : (( اللهم لك سجدت ،
وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهى للذى خلقه ، وصوره ، وشق سمعه وبصره ،
تبارك الله أحسن الخالقين )) او يقول : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ))
.

7\ بعد التشهد وقبل السلام ، وبذلك أمر فى حديث أبى هريرة ، وحديث فضالة بن عبيد وأمر أيضا بالدعاء في السجود .

وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين ، فلم يكن
ذلك من هديه (ص) الله عليه وسلم أصلا ، ولا روى عنه بإسناد صحيح ، ولا حسن .
وأما تخصيص ذلك بصلاتى الفجر والعصر ، فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ،
ولا أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان رآه من عوضا من السنه بعدهما ،
والله أعلم .

وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها ، وأمر بها فيها ، وهذا هو
اللائق بحال المصلى ، فإنه مقبل علي ربه ، يناجيه مادام فى الصلاة ، فإذا
سلم منها ، انقطعت تلك المناجاة ، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه ،
فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه ، والإقبال عليه ،ثم يسأله إذا
انصرف عنه ، ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولي بالمصلي . وكما في حديث
فضالة ابن عبيد قال : (( إذا صلى أحدكم ، فليبدا بحمد الله والثناء عليه ،
ثم ليصل علي النبى (ص) الله عليه وسلم ثم ليدع بما يشاء )) قال الترمزي
حديث صحيح .

ثم كان (ص) الله عليه وسلم يسلم :عن يمينه ويقول : السلام عليكم ورحمة الله
وعن يساره كذلك . وهذا كان فعله الراتب رواه عنه خمسة عشر صحابيا ، وهم
عبدالله بن مسعود ، وسعد بن أبى وقاص ، وسهل بن سعد الساعدى ، ووائل بن حجر
، وابوموسي الاشعري ، وحذيفة بن اليمان ، وعمار بن ياسر ، وعبدالله بن عمر
، وجابربن سمرة ، والبراء بن عازب ، وأبومالك الأشعري ، وطلق بن علي ،
وأوس بن أوس ، وأبو رمثة ، وعدى بن عميرة ، رضي الله عنهم .

تم بحمد الله وفضله هذا المقال المختصر عن هديه (ص) الله عليه وسلم في اداء
فريضة الصلاة علي سنته (ص) الله عليه وسلم وصحابته من بعده والسلف الصالح ،
ونسأل الله عزوجل أن يعيننا علي حسن عبادته بما يرضى الله ورسوله ، وكما
لا يفوتني أن اشير الي أن هذا المقال مصدره من (( كتاب زاد المعاد فى هدى
خير العباد )) للإمام ابن قيم الجوزية (90\130) .

الحمد لله رب العالمين