المدير العام مدير المنتدى
الجنس : البلد : المهنة : الهواية : المزاج : المتصفح المفضل : نقاط : 3674 عدد المساهمات : 896 العمر : 34
| موضوع: ارتفاع جنوني للأسعار وتفاقم الشجارات والجرائم الخميس سبتمبر 15, 2011 6:02 pm | |
|
شهد الشهر المعظم هذه السنة العديد من الأحداث التي جعلت من المواطن الجزائري يعيش ضغوطات كبيرة أدت في بعض المناطق إلى غاية إخراجه للشارع من أجل التعبير عن مشاكله التي باتت لا تحتمل خاصة وأنها صادفت موسم الحر الذي كان هو الآخر شاقا على الصائمين بعدما فاقت درجات الحرارة الـ40 درجة على المناطق الشمالية للوطن، هذا ناهيك عن الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والفواكه التي سجلت أعلى معدل لها منذ بداية الشهر الفضيل إلى غاية نهايته على الرغم من الانخفاض الطفيف المسجل في منتصفه إلا أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه في الأول بالرغم من الإجراءات التي أدرجتها وزارة التجارة من تكثيف للمراقبة وغيرها·
ولعل من ضمن أبرز ما وقف عنده المواطن الجزائري خلال هذا الشهر الفضيل هذه السنة هي الاعتداءات الكبيرة المسجلة التي تدخل ضمن عمليات الإجرام منها الشجارات بالأسلحة البيضاء، القتل والاعتداء العمدي، ناهيك عن العمليات الإرهابية التي وضعت بصمتها في رمضان 2011 الذي كان يعتقد أنه سيكون الآمن مع عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن خلال السنوات الأخيرة، ولعل الاعتداء الإرهابي الجبان على الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال والذي خلف 18 شهيدا أكبر وقعة أعادت ذاكرة الجزائريين إلى سنوات الجحيم·
أسعار تحرق جيوب الصائمين
سجلت مختلف أسواق الوطن مع بداية أيام رمضان ارتفاعا جنونيا في أسعار المواد التي يكثر الطلب عليها خلال الشهر الفضيل على غرار الخضر واللحوم الحمراء والبيضاء، فكل الأسواق اتفقت على هذه الزيادة، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا 50 دينارا والبصل 40 دينارا والطماطم 80 دينارا ونفس السعر بالنسبة للفلفل والكوسة، فيما تراوح سعر الكيلوغرام الواحد للخس بين 110 و120 دينار· وقد أرجع جل التجار ارتفاع أسعار الخضر بالتجزئة الى إرتفاعها على مستوى أسواق الجملة، غير أن اتحاد التجار كان قد أكد في تصريح خص به (اخبار اليوم) أن الارتفاع راجع إلى أن الأسعار لا تزال حرة تستجيب للعرض والطلب كما أن التاجر كان يتلاعب بها كما يحلو له في ظل عدم لجوء الوزارة الوصية الى تسقيف الأسعار التي كان اتحاد التجار قد طالب بها منذ سنوات من أجل تنظيم الأسواق الجزائرية· اللحوم الحمراء والبيضاء هي الأخرى عرفت ارتفاعا كبيرا في الأسعار حيث تراوح الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم الطازج بين 950 و1000 دينار (مقابل 800 الى 850 دينار قبل أيام من حلول شهر رمضان) و650 بالنسبة للحم المجمد، فيما فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 300 دينار· وقد أرجع جل الجزارين أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى نقص هذه المادة التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الشهر· أما بخصوص الفواكه بمختلف أنواعها لم تخرج عن قاعدة ارتفاع الأسعار عبر مختلف أسواق العاصمة فبالنسبة للتمر الذي تحرص العائلات الجزائرية على اقتنائه خلال شهر الصيام بلغ سعره 400 دينار للكيلوغرام الواحد فيما بلغ سعر العنب 120 دينار والبطيخ الأحمر 35 دينارا للكيلوغرام الواحد والتفاح بـ200 دينار والموز بـ130 دينار· يذكر في الأخير أن الأسعار عرفت انخفاضا طفيفا منتصف الشهر غير أن المنحنى تصاعد من جديد قبل نهايته·
تفاقم ظاهرة العنف والإجرام
تشير أغلب الإحصائيات التي سجلت من طرف مختلف الأجهزة الأمنية إلى ارتفاع مؤشر الجريمة خلال شهر رمضان الذي شهد العديد من مظاهر العنف بمختلف أوجهه خاصة مع اكتساح استعمال السيوف والخناجر الى مختلف الشجارات التي تشهد تمركزا بأغلب الأحياء الشعبية الضيقة في أكبر مدن الوطن بعدما كنا نشاهد العديد من اللقطات المشابهة في الأفلام البوليسية الأوروبية أهمها المافيا الإيطالية وأفلام هولييود، لتتحقق اليوم أمام مرأى أعيننا أين باتت الأسلحة البيضاء أهم ما يرافق الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ30 سنة احتياطا لأي ظرف طارئ قد يمكنه من الدفاع عن نفسه في شجارات قد تتحول إلى معارك ما بين مجموعات من شباب الأحياء الذين حوّلوا العديد منها إلى معارك حقيقية من أجل تصفية حسابات أو فرض النفس بالقوة أو حتى السطو والسرقة إلى جانب الشجارات التي تحدث من بين العروش والأقارب بسبب الميراث وأشكال أخرى مثل التعرض إلى السّب، وتشير بعض المعطيات أن ظاهرة تملك عصابة على حي من الأحياء خاصة التي تنعدم بها مراكز أمنية جعلت من حياة هؤلاء السكان جحيما حقيقيا مثلما حلّ بالسكان الجدد ببئر توتة في العاصمة مع جيرانهم القدماء بسبب شجار بين اثنين على فتاة تحول الحي إلى ساحة من المعارك دامت لأيام شأنه في ذلك ما حدث مؤخرا بخنشلة، باب الوادي وحي الكاريار، غليزان، البليدة وغيرها من مناطق الوطن التي شهدت شجارات جماعية عنيفة استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وخلفت في العديد من المرات الكثير من القتلى والجرحى والتوقيفات في صفوف هؤلاء، ولعل أكثر الجرائم بشاعة هي تلك التي تهتز لها الأنفس جراء لجوء أحد الأولياء إلى قتل فلذات كبدهم أو العكس خاصة في مثل هذا الشهر الذي تعتق فيه الرقاب من النار·
أزمة مياه وكهرباء
أغلق المئات من المواطنين عدة طرق وطنية وولائية عبر ولايات مختلفة من الوطن خلال هذا الشهر الفضيل بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الى جانب صوم حنفيات العديد من أحياء الولايات لفترات طويلة مما أثر بشكل سلبي على المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن معاناتهم التي تزامنت وفصل الحر الذي كان شديدا هذا العام إلى جانب تزامن الفترة وشهر رمضان المعظم وسجلت الاحتجاجات بكل من سكيكدة، جيجل، تيارت، الطارف وباتنة وتيبازة، وامتدت الاحتجاجات إلى غاية الأحياء الصغيرة والأرياف· وقد تساءل المواطنون عن سبب استمرار مثل هذه المشاكل بالرغم من الوعود التي يقدمها المسؤولون في كل مرة خاصة مؤسسة سونلغاز التي كانت قد وعدت بإصلاح الإشكال بعد الاحتجاج الأخير الذي قام به سكان بسكرة·
الإرهاب يضع بصماته في رمضان 2011
لعل أهم حدث ترك بصمته في نفوس الجزائريين خلال هذا الشهر الفضيل، هي العمليات الإرهابية التي استهدفت الولايات المجاورة للعاصمة بكل من البويرة، تيزي وزو، بومرداس وتيبازة التي ختمت بها أيادي الغدر استعراضاتها الإرهابية التي تفاقمت خلال هذا الشهر الفضيل، فاعتداء شرشال الذي صادف ليلة القدر كان الأكثر وقعا في نفوس الجزائريين بعدما أعاد إلى ذاكرتهم سنوات الدم والمأساة التي عاشها الشعب الجزائري، خاصة وأن العملية استهدفت أكبر أكاديمية عسكرية على المستوى الوطني والإفريقي مخلفة بذلك استشهاد 16 ضابطا ومدنيين اثنين وجرح ما لا يقل عن 20 آخرا في الاعتداء الإرهابي على نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، إذ تعتبر أول عملية من نوعها بالمنطقة التي ظلت آمنة طيلة العشرية الماضية· وقد توعدت قيادة الجيش الوطني الشعبي الدمويين بلهجة شديدة، مؤكدة أن الاعتداء الغادر الذي استهدف آخر جمعة من رمضان أكاديمية شرشال لن يمر بلا عقاب، وقالت أنها لن تدخر جهدا لتخليص البلاد من الإرهابيين الذين وصفتهم بالشراذم المجرمة، ووعدت في المقابل بالعمل على بسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن·
| |
|