الجنس : نقاط : 846عدد المساهمات : 276الموقع : http://algerieislam.tk/
موضوع: اصل الخوارج الأربعاء سبتمبر 21, 2011 2:54 pm
لقد حصل القتال وحصلت الفتنة التي قدرها الله سبحانه وتعالى، ثم في معركة صفين وهي المعركة التي كانت بين أهل العراق بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأهل الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لما اقتتلوا رفع أهل الشام طلب التحكيم، وقالوا لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: نريد أن تحاكمنا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال علي بن أبي طالب : أنا أولى من يطالب بالتحكيم إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهدأ الناس، وتركوا القتال، على أن تصبح هناك طائفة مرشحة من أهل الشام ومن أهل العراق، من أجل أن يجتمعوا ويحكموا شرع الله سبحانه وتعالى في هذه القضية. في هذه الأثناء خرجت طائفة من جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقالت مقالة شنيعة وكبيرة، قالوا بكفر علي بن أبي طالب ؛ لأنه حكَّم الرجال في كتاب الله، قيل: وكيف حكم الرجال في كتاب الله؟ قالوا: كيف يرضى بالتحكيم، لا بد من مقاتلة أهل الشام حتى نبيدهم عن آخرهم، فقال علي بن أبي طالب : الله عز وجل أمر المختصمين إذا اختصموا أن يردوا الخلاف إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قالوا: إذاً أنت حكمت الرجال في كتاب الله فقيل لهم: فكيف نحكم بكتاب الله إذاً؟ حتى إنه مما رواه ابن سعد في الطبقات أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن مقالة الخوارج: هذا كتاب الله بيننا، هيا احكم بيننا يا كتاب الله!!! يعني: يقصد المصحف الموجود، وهل كتاب الله إلا ما حفظه الناس في الصدور وتكلموا به؟! أما أن يقال: حكمت الرجال في كتاب الله، بمعنى أنك جعلت رأي الرجال فوق كتاب الله، فهذا باطل، وهذا لم يفعله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فخرجت هذه الفئة الضالة المنحرفة وهم الخوارج، وهذه الفرقة الضالة المنحرفة قابلتها فرقة أخرى ظهرت ردة فعل لهؤلاء، وظهرت بسبب المؤامرة التي كانوا قد انبثوا داخل صفوف المسلمين يتحينون الفرصة لإظهار الخلاف والشقاق بينهم، فأظهر عبد الله بن سبأ عقائد متعددة انتسب إليها أشخاص سموا أنفسهم أو سموا الشيعة بعد ذلك. إذاً: الفرق التي نشأت لم تنشأ من الصحابة رضوان الله عليهم، ولم تنشأ من الصالحين الذين كانوا معهم، حتى مع وجود الاقتتال، فهي لم تنشأ بينهم فرقة، وإنما نشأت الفرق من هؤلاء الضالين الذين انحرفوا في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى كما سيأتي معنا وهم الخوارج، ونشأت الفرق من هؤلاء المنافقين ممن اندسوا في الصفوف وهم الشيعة، وسيأتي معنا في نشأة الشيعة كيف ظهرت الشيعة من هؤلاء المنافقين عن طريق هذا الرجل اليهودي الذي يسمى عبد الله بن سبأ . وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (منهاج السنة النبوية) إلى أن عبد الله بن سبأ اليهودي أراد أن يعمل في الإسلام ما عمله بولس شاول في المسيحية والنصرانية، فإن بولس شاول حرف دين النصارى، ثم ضاع الدين الحق، لكن عبد الله بن سبأ مع تحريفه لبعض الدين إلا أن الحق لم يضع، وإنما بقي الحق؛ لأن الله عز وجل قد تكفل بحفظه، وتكفل بحفظ أهله، كما قال الله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث على رأس كل مائة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها). فدين هذه الأمة محفوظ، مع محاولة هذا اليهودي إفساده، مع أنه قد اتبعته طوائف من المنحرفين، لكن الدين الحق ما زال باقياً، وسنشير إلى هذا بإذن الله عند الحديث عن الكلام عن الشيعة. إذاً: فتنة الخوارج نشأت من مجموعة من المنحرفين من سفهاء الأحلام، ومن حدثاء الأسنان، ممن لم يفهم كتاب الله عز وجل على وجهه الصحيح، والخوارج هؤلاء أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدث عنهم، وقد نقل الإمام البخاري في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين وأخبارهم، وممن نقله أيضاً الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة في باب ذكر الخوارج وصفاتهم. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة)، وهي منطقة تقع شرق مكة، (منصرفه من حنين)، يعني: بعد غزوة حنين، (وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها) يعني: كان في ثوب بلال فضة من الغنائم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس، (فقال: يا