أخرج أحمد ومسلم من حديث أبي زيد الأنصاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى بنا الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا ثم صلى العصر كذلك حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمناأحفظنا .
قال العيني : وفيه دلالة على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات من ابتدائها إلى انتهائها .
ومن علامات الساعة التي تحققت في هذه السنين الأواخر ، بناء مكة وعمرانها وامتلاؤها ، بالمساكن والبيوت ، وازدحام الناس فيها ، أخرج الإمام أحمد في مسنده عن جابر رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « سيخرج أهل مكة منها ثم لا يعمرونها ( أو: لا تعمر إلا قليلًا ) ، ثم تعمر وتمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدًا » .
وأعظم من هذا ما أخبر به عبدالله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنه _عن الأبراج الشاهقة والناطحات العالية ، وعن تلك القنوات الأرضية الضخمة لتمرير مياه زمزم والصرف الصحي فمثل هذا الأمور الغيبية التي أخبر به هذا الصحابي الجليل لا يمكن أن تصدر إلا عن توقيف ، لا عن رأي شخصي مجرد ..
أخرج ابن أبي شيبة بسنده إلى يعلى بن عطاء عن أبيه قال كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر قالوا : ونحن على الإسلام قال : وأنتم على الإسلام ، قال : ثم ماذا قال : ثم يبنى أحسن ما كان ، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أضلك .
من أعلى ناطحات السحاب في العالم !
وروى الأزرقي في كتابه أخبار مكة بسنده إلى يوسف بن ماهك قال: "كنت جالسًا مع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في ناحية المسجد الحرام ، إذ نظر إلى بيت مشرف على أبي قبيس، فقال: أبيت ذاك ؟ فقلت: نعم فقال: إذا رأيت بيوتها قد علت أخشبيها، وفجرت بطونها أنهارًا فقد أزف الأمر".
وهنا يجدر بنا أن نتساءل بعد أن تحققت هذه العلامات ، ما هو الأمر الذي قد أضلنا وأصبح قريباً – أزف الأمر - ، - قد أضلك -
هل هو بداية الملاحم وعلامات الساعة الكبرى التي تتابع على إثر بعضها كتتابع الخرز في النظام ؟!
وهل أذن الله في زوال الظلم وأهله من حكومات الكفر والاستبداد ؟!
وهل أصبح تحرير الأقصى وشيكا ؟!
وهل سنرى المهدي قريباً ؟!
الأيام وحدها هي من تجيب !
رد مع اقتباس