السؤال:
هل يجوز ذكر هذا الموضوع:رجل لا يخاف الله و هو من أهل الجنة.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا هو الموضوع:
مشارق الانوار :قال إن رجلا حضر مجلس أبي بكر فأدَعى أنه لايخاف الله ، ولا يرجو الجنة ، ولا يخشى النار ، ولا يركع ولا يسجد ، ويأكل الميتة والدم ، ويشهد بما لا يرى ، ويحب الفتنة ويكرة الحق ، ويصدق اليهود والنصارى ، وان عنده ما ليس عند الله وله ما ليس لله ، واني أحمد النبي واني عليَ وأنا ربكم ، فقال له عمر: ازددت كفرا على كفرك.
فقال له امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: هون عليك ياعمر ! فإن هذا الرجل من أولياء الله ، لايرجوا الجنة ولكن يرجوا الله ولا يخاف النار لكن يخاف ربه ولا يخاف الله من ظلم ولكن يخاف عدله ، لأنه حكمُ عدل ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة ويأكل الجراد والسمك ويحب الأهل والولد ويشهد بالجنة والنار ولم يرهما ويكره الموت وهو الحق ، ويصدق اليهود والنصارى في تكذيب بعضهما بعضا وله ما ليس لله ، لأنه له ولد وليس لله ولد ، وعنده ما ليس عند الله ، فأنه يظلم نفسه وليس عند الله ظلم ، وقوله : أنا أحمد النبي صلى الله عليه وآله .. أي أنا أحمده على تبليغ الرسالة عن ربه ، وقوله أنا علي.. يعني عليَ في قولي ، وقوله أنا ربكم أي ربُ كمُِ ، بمعنى لي كمُِ أرفعها وأضعها ، ففرح عمر ، وقام وقبل رأس أمير المؤمنين وقال : لا بقيت بعدك ياأبا الحسن .
فما رأيكم فيه.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
هذا مأخوذ مِن كُتُب الرافضة ، وهو باطِل ؛ لأن الرافضة تروي مثل هذا للحطّ من قَدْر عمر رضي الله عنه ، فإن الرافضة تسب أبا بكر وعمر وعثمان ، بل ويلعنونهم ، إلا أنهم يُنكرون ذلك من باب الـتَّقِيّة ، التي هي تسعة أعشار دينهم !
ثم إن هذا القول ليس من طريقة السلف ، لأنهم أبعد الناس عن التكلّف .
وعمر رضي الله عنه ممن كان يَرى لعليّ رضي الله عنه فضله ومكانته وقدْرَه ، فقد كان عليّ رضي الله عنه جليس عمر ومستشاره ، وقد استشار عُمرُ عَلـيًّا في حدّ الخمر ، وفي غيره من الأمور .
فنحن أهل السنة أهل توسّط ، وأهل البِدع والزندقة أهل حيف وجور ! وليس هذا قول أهل السنة ، بل هو قول خصومهم من الصوفية والرافضة وغيرهم .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=78212