نحو ثلاثة ملايين مسلم يواصلون مناسك الحج في أول أيام التشريق الثلاثة
يحتفل العالم الإسلامي الأربعاء بثاني أيام عيد الأضحى، وقد بدأ
نحو ثلاثة ملايين حاج رمي الجمرات في مشعر منى، رمز رجم الشيطان، في أول
أيام التشريق الثلاثة في أجواء هادئة منذ انطلاق مناسك الحج الأحد. بدأ نحو 2,8 مليون حاج اليوم الاربعاء في ثاني ايام عيد الاضحى، رجم
الجمرات في مشعر منى، في اول ايام التشريق الثلاثة في اجواء ايمانية خالصة
وبلا حوادث تذكر منذ انطلاق مناسك الحج الاحد.
وقال جهاز الاحصاء السعودي ان قرابة مليون و800 الف حاج وفدوا الى البلاد من الخارج وقرابة مليون من داخل السعودية.
ويقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم
الكبرى (جمرة العقبة) وذلك بعد ان قاموا الثلاثاء، يوم عيد الاضحى، برمي
جمرة العقبة فقط وحلقوا شعر الرأس وقاموا بطواف الافاضة حول الكعبة وسعي
الحج بين الصفا والمروة.
ويشتد الحماس ببعض الحجيج وهم يرمون الجمرات (شواخص) بحصيات سبع لكل
واحدة ويرددون مع كل رمية "الله اكبر" فيما ترتفع بين كل جمرة واخرى اصوات
تلهج بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة.
ويشرف رجال الامن والمتطوعون على احترام مسارات الحجاج بحيث لا تلتقي
طرقات الذاهبين الى الجمرات مع طرقات العائدين منها حتى لا يحصل تداخل
وتدافع.
كما كان لانجاز جسر الجمرات بادواره المتعددة اثر ايجابي في تحقيق تسهيل
مهمة الحجاج من دون حوادث او اكتظاظ مميت كما حصل في مواسم حج سابقة.
وكانت منطقة الجمرات تشهد في السابق ازدحامات مرورية خانقة وحوادث مميتة
الا ان بناء جسر الجمرات الضخم والمكون من خمسة مستويات والذي افتتح
الموسم الماضي حال دون تكرار هذه الحوادث.
وكان 364 حاجا لقوا حتفهم دوسا بالاقدام في كانون الثاني/يناير 2006 في موجة هلع. وقبل سنتين من ذلك لقي 251 حاجا مصرعهم.
وفي تموز/يوليو 1990، لقي 1426 حاجا حتفهم في تدافع في نفق.
وترمز الجمرات الثلاث الى رفض النبي ابراهيم وزوجته هاجر وولده اسماعيل غواية الشيطان.
ونصبت مراوح عملاقة لرش رذاذ من الماء لتلطيف اثر اشعة الشمس على جموع
الحجاج الذين ازداد تدفقهم وحدانا وجماعات على منطقة الجمرات في منى بعد
الظهر.
واوضح الحاج اليمني عارف الشعيبي (21 عاما) وهو يمسك بكيس اسود صغير وضع
فيه الحصيات التي كان يهم برميها "من المستحسن وفق السنة، الرجم بعد
الظهر".
ويتم رجم الجمرات الثلاث للمتعجل (في العودة الى دياره) على مدى يومين
اي الاربعاء والخميس، ولغير المتعجل على مدى ايام التشريق الثلاثة من
الاربعاء الى الجمعة.
واشاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في
مؤتمره الصحافي اليومي مساء الثلاثاء "بالانسيابية وسهولة الحركة داخل
المشاعر المقدسة التي كانت نتاج منع تنقل السيارات الصغيرة داخل المشاعر
المقدسة".
واضاف، وفق ما اوردت صحيفة "الرياض"، ان قوات الامن اعادت حتى الامس من على مداخل مكة المكرمة 88 الف حاج لانهم لا يحملون تصاريح.
واقام الامير نايف بن عبد العزيز بالديوان الملكي الثلاثاء بمنى حفل
الاستقبال السنوي لرؤساء وفود الحجيج الذين كان بينهم بالخصوص هذا العام
الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد والرئيس
الغامبي يحيى غامبي ورئيس الغابون علي بونغو ورئيس جمهورية داغستان الروسية
محمد سلام محمدوف.
كما كان بينهم وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ورئيس الوزراء اللبناني الاسبق نجيب ميقاتي.
واثر الانتهاء من رمي الجمرات يتوجه الحاج الى مكة المكرمة للسعي وطواف
الوداع ويغادر بعضهم الاراضي السعودية اثر ذلك في حين يتوجه الاخرون الى
الحرم المدني لزيارة قبر النبي محمد لمن لم يقم بذلك قبل مناسك الحج.
وتنتهي مناسك الحج الجمعة ولم يشهد حتى الآن اي حادث يذكر.