وضع حجر أساس مسجد مرسيليا الكبير بعد انتظار دام سبعين عاما
وضع اليوم الخميس حجر الأساس لجامع مرسيليا الكبير في مدينة تعد
رمز الهجرة من شمال أفريقيا، وسيزود الجامع بمئذنة يبلغ ارتفاعها 25 مترا
وسط جدل حول مكانة الإسلام في المجتمع الفرنسي.
أ ف ب - تطلق مدينة مرسيليا (جنوب
شرق فرنسا) التي تعد رمز الهجرة من شمال افريقيا، الخميس اعمال بناء مسجد
كبير مزود بمئذنة يبلغ ارتفاعها 25 مترا في غمرة جدل حول مكانة الاسلام في
المجتمع في فرنسا.
ووضع الخميس حجر الاساس لجامع مرسيليا الكبير في شمال المدينة لكن يبقى
على الجمعية الموكلة بناءه حل المشكلة الصعبة المتمثلة في تمويل الاشغال.
وقال رئيس جمعية "مسجد مرسيليا" نور الدين شيخ "طال الاعداد لهذا المشروع، لكن لم يعد من شك في انطلاقه".
وتابع "انا اثق في المستقل، واطلب من المسلمين كافة، لا سيما من هم في
مرسيليا، التفكير جديا في الاهمية الجوهرية التي يرتديها مسجدنا للتجمع،
ومواكبة بنائه حتى النهاية والدفاع عنه".
<table class="aef-em-container" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-title"><td>جامع مرسيليا الكبير </td></tr><tr class="aef-em-text"><td>ادل قسطل
مرسيليا هي ثاني المدن الفرنسية أهمية.خمس سكانها، على الأقل، مسلمون.وهم يتضاعفون.رغم ذلك، لا يملكون جامعا كبيرا كما هو الحال في باريس أو ليون. أبناء الجزائر، وتونس والمغرب مثلا لا يشعرون بالغربة في مرسيليا.البحر المتوسط عامل جغرافي جامع تختلط فيه الانتماءات أحيانا فترى فتيانا يحتفلون بنجاحات نادي مرسيليا لكرة القدم وهم يحملون أعلاما جزائرية. تقول النكتة إن مرسيليا هي الولاية الجزائرية التاسعة والأربعون. والجزائريون هم نصف المسلمين في هذه المدينة التي بدأ الحيث فيها عن شعائر الإسلام في القرن الثامن عشر. وبدأ الحديث عن جامع كبير في ثلاثينيات القرن الماضي. ورغم كل هذه المعطيات التاريخية، والدينية والاجتماعية، لم تعط السلطات المحلية إذنا رسميا ببناء جامع كبير إلا قبل عام. لم يبدأ المسلمون مسارا تنظيميا إلا في السنوات الأخيرة.صعوبة الانتظام ناتجة عن التيارات التي تتجاذبهم بسبب انتماءاتهم القومية.فهم القيمون على جامع مرسيليا الكبير هذه الحقيقة فضبطوا مستقبل هذه المؤسسة الدينية بقاعدة مالية ذكية. حددوا سقفًا للتبرعات الآتية من البلدان الإسلامية وهو عشرون بالمائة فقط من الميزانية الكلية.تكلفة الجامع الإجمالية: اثنان وعشرون مليون يورو. تضع هذه القاعدة حدا لأي هيمنة محتملة على الجامع لكي لا يحسب على هذا البلد أو ذاك. يريد مسلمو مرسيليا أن يعشيوا سعداء في بلدهم فرنسا
</td></tr></table>
|
وقال المهندس المعماري ماكسيم روبو الذي يعمل على المشروع ان وضع حجر
الاساس ليس الا مرحلة جديدة قبل بدء الاعمال فعليا "في شباط/فبراير 2011"
في سبيل "تسليم المبنى في كانون الثاني/يناير 2012 وفتحه امام الزوار في
تشرين الاول/اكتوبر 2012".
وتمثل الجالية المسلمة اكثر من 200 الف شخص في مدينة تحوي حوالى مليون
نسمة. وافاد المسؤولون عن المسجد ان الجالية المسلمة تنتظره منذ 60 عاما.
وسيبنى المسجد الكبير وقاعة الصلاة التي تبلغ مساحتها 2500 متر مربع في
موقع مسلخ قديم في شمال المدينة على ارض مساحتها 8600 متر مربع استأجرتها
الجمعية من المدينة مقابل 24 الف يورو سنويا.
ويأتي وضع حجر الاساس غداة اقرار الحكومة الفرنسية مشروع قرار يحظر
ارتداء النقاب الاسلامي. واثار النص استياء في اوساط الجالية المسلمة في
فرنسا وهي الاكبر في اوروبا حيث تضم 5 الى 6 ملايين نسمة، وباتت تخشى الحاق
وصمة بها.
واتت قضية النقاب بعد نقاش كبير حول "الهوية الوطنية" اطلقته الحكومة في
اواخر العام الفائت ومر مثل جدال حول الهجرة ومكانة الاسلام في فرنسا.
كما طرحت في فرنسا مسألة المآذن التي منعت في سويسرا، لكن النقاش حولها ظل محدودا.
وقال شيخ "ان وضع حجر الاساس عمل رمزي لجمع الدول المسلمة في احتفال
كبير وانهاء الالتزامات ومشاركة الدول المختلفة، كل هذا ينبغي ان يحصل في
الاشهر المقبلة على ما اعتقد".
وعلى الجمعية الحصول على 22 مليون يورو.
وحضر احتفال الخميس القناصل العامون للسنغال ومصر واندونيسيا وتونس والمغرب وسوريا ولبنان وليبيا وتركيا.
ومن المقرر عقد اجتماع في ما بينهم وبين ممثلي الجمعية لوضع اطر التزامات الدول بحسب نائب رئيس الجمعية ماخيت سيسيه.
كما وصل سفير الجزائر معصوم صبيح الى مرسيليا كذلك.
وقال صبيح "من اجل اظهار تمسكها بقيم الاسلام والتأكيد على اهمية
الجالية الجزائرية في مرسيليا ومحيطها، قررت الجزائر المساهمة في الجهد
الجماعي كي يبصر هذا المشروع النور اخيرا".
وتابع "ان التزام بلادي كامل في المساهمة في نجاح المشروع، سواء معنويا،
ماليا، وماديا، وكذلك من خلال توفير الموارد البشرية اللازمة عند الحاجة،
لا سيما ائمة يتقنون العربية والفرنسية".