وجه واحد من ابرز رجال الدين في المملكة العربية السعودية انتقادا غير
مباشر لقرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز منح النساء
السعوديات قدرا أكبر من الحقوق المدنية بما في ذلك المشاركة في انتخابات
مجلس الشورى والإنتخابات البلدية.
وقال الشيخ صالح اللحيدان عضو مجلس كبار العلماء في المملكة العربية
السعودية في حديث لقناة المجد التلفزيونية ونقلته وكالة رويترز " كنت أود
لو أن الملك لم يقل إنه استشار كبار العلماء (قبل اتخاذ تلك القرارات)،
وليس لدي شك في أنني لم أعرف بها قبل أن أسمعها في خطاب الملك".
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد قال في خطابه إن القرارات الخاصة
بالحقوق الجديدة للمرأة السعودية قد اتخذت بعد التشاور مع كبار العلماء في
المملكة.
ولكن الشيخ اللحيدان كان حريصا في تصريحاته على عدم توجيه أي انتقاد مباشر
لقرارات الملك عبد الله ، ولم يكشف عن رأيه فيما إذا كان يؤيد تلك القرارات
أو يعارضها، وإن كان قد قال إن بين الحاكم والمحكوم خيطا رفيعا قد ينقطع
إذا ما شد بقوة.
وقد ترددت أنباء مفادها أن رجال الدين السعوديين المعروفين بالتشدد ليسوا
سعداء تماما بشأن الافكار الإصلاحية التي يتبناها الملك عبد الله، وسبق أن
وجه رجل دين بارز انتقادات لافتتاح أول جامعة سعودية مختلطة عام 2009 ، وقد
أعفي من منصبه على الفور بمجرد أعلانه تلك الإنتقادات.
ويذكر أن الشيخ اللحيدان نفسه قد أعفى من منصبه كرئيس لهيئة القضاء الأعلى
في المملكة بعد أن أصدر فتوى تدعو لقتل بعض المسؤولين في التلفزيون ، ولكنه
احتفظ بمنصبه كعضو في هيئة كبار العلماء التي تضم نحو 20 من كبار رجال
الدين السعوديين.
وقال اللحيدان في إشارة إلى مكانته ونفوذه "انا عضو في هيئة كبار العلماء ،
كما أنني واحد من اثنين باقيين من الأعضاء الذين شاركوا في الاجتماع الأول
لتلك الهيئة".
ولكن الإنتقاد غير المعلن من جانب الشيخ اللحيدان للقرارات الإصلاحية التي
أعلنها الملك عبد الله بن عبد العزيز سرعان ما تصدى لها الكثيرون من
السعوديين الذين يرون أن نظام الحكم السعودي يحقق للبلاد الرفاهية
والإستقرار في منطقة تموج بالتوترات .
ويقول المحلل السياسي السعودي حسين شوبكشي "ليس من المتوقع أن يسأل الملك
كل شيخ على حدة ، وما يقلقني في هذا الأمر هو أنه يطرح تساؤلات بشأن قرار
الملك وهذه مسألة في غاية الخطورة ، لإنه (الشيخ اللحيدان) موظف حكومي".
ومضى شوبكشي متسائلا "لماذا تطرح هذه الأمور علانية وبصوت عال في قناة
تلفزيونية مقرها السعودية ؟ هذه إشارة توحي بالخطر لأنها بلا سابقة
..فالمعتاد أن رجال الدين لا يتحدثون في العلن وإنما يتشاورون سرا".