الجنس : البلد : المهنة : الهواية : المزاج : المتصفح المفضل : نقاط : 3674عدد المساهمات : 896العمر : 34
موضوع: كأس العالم في قبضة عسكر الجزائر الأربعاء سبتمبر 21, 2011 3:00 pm
حقق المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم إنجازا كبيرا، سهرة أول أمس، عندما نال لقب الألعاب العالمية العسكرية التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على حساب نظيره المنتخب المصري في المباراة بعدما حقق الفوز بنتيجة هدف دون رد سمح للجزائر بتسجيل اسمها بأحرف من ذهب ضمن المحفل
الكروي العالمي· ونجح أشبال المدرب الوطني عبد الرحمان مهداوي، في رفع التحدي أمام المصريين المتوجين بلقب النسخة الفارطة 2007 بالهند وأصحاب خمسة كؤوس عالمية وأوقفوا هيمنتهم على الساحة الكروية العسكرية بفضل الإرادة والعزيمة التي دخل بها عناصر التشكيلة الوطنية العسكرية من أجل منح الجزائر أول لقب عالمي في سجلها ونجحوا في مرادهم· وتمكن مهاجم مولودية وهران، سيد أحمد عواج، من توقيع هدف الفوز بعد مرور 16 دقيقة من انطلاق المواجهة إثر استلامه توزيعة محكمة من زميله في المنتخب عقبي بن حدوش، لاعب نصر حسين دايو نجح في تحويلها إلى شباك منتخب ''الفراعنة''· ورغم محاولات رفقاء اللاعب المصري محمود عبد الرزاق المدعو ''شيكابالا'' في تعديل النتيجة، غير أن لاعبي ''الخضر'' وقفوا ندا قويا أمامهم ومنعوهم من الوصول إلى مرمى الحارس سمير برفان·
وقد شهدت نهاية المباراة فرحة عارمة من طرف عناصر الوفد الجزائري الذي تمكن بفضل السياسة المعتمدة تحقيق نتيجة تاريخية للجزائر يستحق من خلالها اللاعبون التقدير على المجهود المبذول فوق أرضية الملعب·
بداية متعثرة وانتقام من منتخب السامبا
بداية مشوار رفقاء القائد برشيش في المنافسة العالمية لم تكن موفقة، حيث اصطدموا في أول مبارياتهم ضمن الألعاب العالمية الخامسة بمنتخب البلد المنظم البرازيل وانهزموا أمامه بنتيجة هدف دون رد· ورغم التعثر، إلا أن اللاعبين والطاقم الفني لم يفقدوا الأمل وواصلوا المنافسة ضمن الدور الأول بأكثر قوة آخذين العبرة من المباراة الإفتتاحية بعدما حققوا فوزين ساحقين على حساب منتخبي الأوروغواي والسورينام بنتيجة (5-0) و(7-0) على التوالي· وبفضل النتيجتين تأهل ''الخضر'' إلى الدور نصف النهائي وتقابل مرة أخرى بمنتخب السامبا، حيث ثأر من هزيمة الدور الأول وأقصوا أصحاب الأرض على ملعبهم وأمام جمهورهم·
التشكيلة التي لعبت المواجهة النهائية
برفان، بلقروي، برشيش، خليلي، يوسف، سيدهم (عرفان د 89)، بن طالب ( شناح د 75)، بن طالب، عقبي، عواج (شروف د 90+3)، عمرون·
المدرب: عبد الرحمان مهداوي
نهاية المباراة تشهد أحداثا مؤسفة بطلها أحمد عيد
لم تكن نهاية المواجهة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والمصري عادية، حيث تفاجأ جميع من حضر المواجهة عبر مدرجات الملعب أو شاشة التلفزيون إلى مشهد لا يمس بتاتا للروح الرياضية، وحوّلت أرضية ميدان الملعب إلى معركة رياضية كان بطلها لاعب المنتخب المصري أحمد عيد الذي إعتدى بعنف على أحد لاعبي منتخبنا الوطني عندما قام بركله برجله على مستوى الظهر، وهو ما لم يتحمّله أعضاء الوفد الجزائري واللاعبون، واختلط الحابل بالنابل على أرضية الملعب وجعلنا نشهد صورا مؤسفة في مواجهة لا تتعدى مباراة في كرة القدم· وقد انتشرت صور فيديو ما بعد المباراة بسرعة البرق، حيث انتشرت عدة تعاليق عبر المنتديات ووسائل الإعلام المصرية التي حملت أغلبيتها المسؤولية على لاعبها أحمد عيد الذي يعتبر لاعبا في صفوف المنتخب الأول، ووجهت له سهام الانتقادات على تحويل الميدان إلى ساحة معركة، وطالب عديد المرتادين عبر مواقع المنتديات بتسليط عقوبات على اللاعب عقب ذلك التصرف غير الرياضي·
جاء تتويج كرة القدم الجزائرية من حيث لا يتوقعه أحد، وتربع المنتخب الوطني على العرش العالمي من البوابة العسكرية، لكن بلاعبين كلهم من أبناء البطولة الوطنية ''المدنية''، بمعنى أن اللاعبين محليين، إضافة إلى الطاقم الفني المحلي بقيادة المدرب عبد الرحمن مهداوي، وهو التتويج العالمي غير المسبوق لكرة القدم الجزائرية، والأول كتتويج بعد سنة 1990 عندما فاز المنتخب الوطني للأكابر بكأس إفريقيا للأمم بقيادة المدرب عبد الحميد كرمالي آنذاك·
ولعل هذا الانتصار الجديد لأحد المنتخبات الوطنية يعيد فتح النقاش من جديد حول ثنائية اللاعب المحلي واللاعب المحترف في النوادي الأجنبية، وهي الثنائية التي شغلت الرأي العام طويلا بدءا من كأس العالم ,1982 عندما نشأ صراع داخل المنتخب نفسه بين المحترفين حينها مثل مصطفى دحلب وعبد الغني جداوي وفوزي منصوري وغيرهم، والمحليين مثل مصطفى كويسي وعلي بن الشيخ الذين لم يتمكنوا من اللعب رغم مهاراتهم وشعبياتهم الكبيرة آنذاك، ولئن حقق المنتخب في ذلك الوقت إنجازا غير مسبوق فقد كان يتشكل في أساسه من لاعبين محليين شباب على غرار رابح ماجر ولخضر بلومي وشعبان مرزقان وغيرهم· وعادت المشكلة لتنفجر بشكل أكثر دراماتيكية في مونديال ,1986 وقد اشتعلت داخل المنتخب ما يشبه الحرب الأهلية، حيث نشب صراع كبير كان من أكبر تجلياته العراك الذي حدث بين بلومي وبن مبروك، وكانت نتيجته هي الهزيمة النكراء ضد المنتخب الإسباني ثم تويدع المونديال لمدة 24 سنة كاملة، وعندما عاد المنتخب إلى الواجهة عاد بشكل جيد، حيث أصبح اللاعب المغترب هو القاعدة والمحلي هو الاستثناء والذي يكاد ينقرض، وعاد النقاش من جديد حول ثنائية اللاعب المحلي واللاعب المغترب خاصة بعد تعثر المنتخب وخروجه من الدور الأول في المونديال·
ومع التراجع الملحوظ للمنتخب الوطني الأول بقيادة المغتربين، جاء انتصار نوعي للمحليين، عندما تمكن الفريق الوطني المحلي من تحقيق نتائج طيبة في البطولة الأفريقية لكرة القدم، واستطاع بقيادة المدرب عبد الحق بن شيخة أن يصل إلى المربع الذهبي، وانهزم بصعوبة ضد حامل اللقب المنتخب التونسي بضربات الترجيح، وأخفق المدرب نفسه مع المنتخب الأول عندما تبخر حلم المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم وانهزم ضد المغرب برباعية نظيفة· والآن مع التتويج باللقب العالمي العسكري بلاعبين محليين، يعود النقاش من جديد حول ثنائية اللاعب المحلي واللاعب المحترف في البطولات الأجنبية، ويبدو أن اللاعب المحلي أثبت أنه وبدون إمكانيات مقارنة مع غيره تحقيق المستحيل إلى أن يثبت العكس·
هل الكرة الجزائرية في حاجة مرة أخرى للصرامة العسكرية حتى تعود إليها هيبتها المفقودة؟ سؤال يتكرر في كل مرة مع الانتصارات التي يحققها الرياضيون الجزائريون تحت القبعة العسكرية، وهم اللاعبون أنفسهم الذين فشلوا خارج ذلك الإطار·
ربما جذور الظاهرة العسكرية لكرة القدم الجزائرية، تعود إلى نشأة المنتخب نفسه الذي ولد من رحم فريق جبهة التحرير الوطني في شهر أفريل ,1958 وهو الفريق الذي تشكل من لاعبين جزائريين محترفين في أكبر الأندية الفرنسية، تلقوا أمرا من القيادة العسكرية والسياسية لجبهة التحرير الوطني وتأسس الفريق الذي كان أحسن واجهة للنضال الجزائري من أجل الاستقلال· وبعد التدهور الذي عرفته الكرة الجزائرية في السنين الأوائل من الاستقلال، وبمناسبة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1975 اختارت القيادة السياسية في ذلك الوقت أحد أبرز وجوه فريق جبهة التحرير، وهو المدرب رشيد مخلوفي لقيادة المنتخب الجزائري، وقرر مخلوفي التضحية بأكبر نجوم ذلك الوقت واعتمد المنتخب العسكري الذي حقق المعجزة وفاز بالميدالية الذهبية للألعاب على حساب المنتخب الفرنسي بنجومه، وعاد المنتخب نفسه ليتوج بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية سنة ,1978 وكان النواة الحقيقية لتأسيس أحسن منتخب جزائري في كل العصور، الذي بدأ بروزه في كأس العالم 1982 وانتهى بالتتويج بكأس إفريقيا للأمم 1990 بقيادة واحد من أبرز نجوم جبهة التحرير، وهو عبد الحميد كرمالي·
والآن، وقد حقق المنتخب العسكري التتويج بالكأس العالمية، هل يعيد التاريخ نفسه ويتأسس من رحمه، منتخب قوي يعيد لكرة القدم الجزائرية هيبتها المفقودة؟
هو الإنجاز الأكبر والأول من نوعه في تاريخ كرة القدم الجزائرية منذ سنة 1990عندما فاز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم، هذا الذي تمكن من تحقيقه المنتخب الوطني العسكري وقد فاز بكأس العالم، بقيادة المدرب المحلي عبد الرحمن مهداوي، بلاعبين محليين في بدايات العشرينات من أعمراهم، هم نتاج البطولة المحلية، ومازالوا ينتمون لفرق من النخبة الوطنية قيل عنها الكثير، ولا يكاد لمنشطيها أن يكون لهم وجود في المنتخب الوطني للأكابر الذي أصبح حكرا على المغتربين حتى ولو كانوا احتياطيين في أنديتهم التي هي في معظمها من الصف الثاني والثالث·
ويأتي هذا التتويج غير المنتظر مباشرة بعد ''إعلان إفلاس'' المنتخب الوطني للأكابر، وقد خرج من السباق نحو نهائيات كأس إفريقيا بعد سنة واحدة من مشاركته في نهائيات كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب· ومرة أخرى يعلن العسكر من اللاعبين حالة الطوارئ في كرة القدم الجزائرية بعد أن كسبوا تحدي فريق جبهة التحرير الوطني، وتحدي التتويج بميدالية ألعاب البحر المتوسط سنة .1975 فهل البطولة الجزائرية ما تزال تزخر بمواهب من مستوى عالمي والمشكلة فقط في الانضباط الغائب والذي يمنحه النظام العسكري؟ هذا ما يقوله المدرب الوطني الأسبق وأحد رموز جبهة التحرير وصانع المنتخب العسكري في السبعينيات رشيد مخلوفي، والذي قال قبل حوالي سنتين من الآن أن الطريق إلى المونديال حينها لا يحتاج إلا إلى روح قتالية تحققت فعلا في أم درمان، وهي الروح التي غابت شيئا فشيئا غاب معها مستوى المنتخب الذي هبط بشكل ملفت وصل إلى حد الانهيار·
وكرة القدم الجزائرية التي أفسدها، هي في حاجة الآن إلى صرامة، لا يمكن أن يصنعها هؤلاء المسيرون الذين كادوا أن يقضوا عليها ولم يتمكنوا من القضاء على المواهب الحقيقية التي تبرز في كل مرة، وآخرها نهائيات كأس العالم العسكرية·
المنتخب الوطني العسكري فاز بذهبية الألعاب العالمية على حساب نظيره المصري، ما رأيك؟
النتيجة تعبر عن نفسها، اللاعبون تمكنوا من تحقيق المهم وإعادة الإشراق لكرة القدم الجزائرية التي غابت عنها التتويجات منذ فترة، كرتنا كانت تحتاج لمثل هذا اللقب العالمي للعودة مجددا إلى منصة التتويجات العالمية، الحمد لله أن بلادنا أثبتت أنها تملك العجينة من اللاعبين والتي لا تحتاج سوى لمن يعرف أن يصنع منها نماذج ويعطي الإضافة المرجوة ويسير بها نحو طريق النجاح·
ما هو عامل الاختلاف في اعتقادك بين المنتخب العسكري الذي فاز بالكأس العالمية والمنتخب الأول البعيد عن التتويج منذ أكثر من عشرية؟
الصراحة أن طريقة العمل مختلفة تماما، فالمنتخب العسكري يعمل ضمن خلية عسكرية أساسها الانضباط ويحرسها أشخاص لا يستخفون بالتنظيم الذي يعتبر أساسهم في البرنامج التحضيري، كما أن استعدادات التشكيلة الوطنية العسكرية مرت عبر مراحل مدروسة جاءت بثمارها وتوجت الجزائر بطلة العالم بفضل سياسة تسيير الفريق الناجحة، المنتخب العسكري أشرك لاعبين من أعمار صغيرة 20 و 21 سنة وهو ما تفتقده سياسة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث لا يوجد أي اهتمام للعمل القاعدي، وهو ما نادينا به منذ سنوات ولم يجد الأمر نفعا، وها نحن نجني اليوم ثمار ذلك عن طريق الخروج المبكر للخضر من التنافس إلى نهائيات كان .2012
ما هي الطريقة المثلى لتسليط العمل على المنتخب الأول وتحقيق نفس ما حققه المنتخب العسكري؟
التنظيم والصرامة في تطبيق برنامج العمل، الجزائر تملك لاعبين قادرين على تحقيق النجاح ولا يحتاجون سوى لمن يقودهم إلى طريق التتويجات، ''الفاف'' تحتاج إلى التنظيم والعودة إلى الاهتمام بالعمل القاعدي، عليهم تطبيق إسترتيجية عمل عل المدى المتوسط، ومنح الفرصة للمدربين المحليين للإمساك بزمام المنتخبات الشبانية، والتنسيق رفقة المدرب الحالي حليلوزيتش من أجل تدعيم المنتخب الأول، الجميع عليه تحمل مسؤولياته والعمل من أجل تشريف ألوان الوطن، أذكر أنني كنت عرضة لعدة ضغوطات سنة 1975 عندما شاركت بالمنتخب العسكري في ألعاب البحر المتوسط، وهو ما جعل الجميع يتساءل عن هوية اللاعبين الذين اخترتهم وسبب إبعادي لآخرين، لكنني كنت وما زلت أرفض دعوة لاعب إحتياطي في ناديه، والنتيجة كانت تتويج الجزائر بذهبية المنافسة وتحضير تشكيلة وطنية سجلت اسم الجزائر بأحرف من ذهب بعد ذلك·
إذا هل تعتقد أن الفرصة الآن أصبحت مواتية لمنح الفرصة لهؤلاء اللاعبين من أجل اللعب في صفوف المنتخب الأول؟
تجسيد الأمر يجب أن يكون بصورة عقلانية وليس تسرعا، الإتحادية مطالبة في البداية بوضع الثقة في هؤلاء اللاعبين ومنحهم الفرصة رفقة المنتخبات الشبانية، ودمجهم تدريجيا أين تكون البداية بلاعبين أو ثلاثة، المنتخب الوطني يجب أن يكون مكونا في أغلبيته من محليين وتدعيمهم بأفضل المحترفين، لأنه لا داعي لاستدعاء من يلعب احتياطيا في ناديه·