السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد انقطاع طويل عن هذا المنتدى أعود إليه لكتابة هذا الموضوع ، والذي أُضطررت لكتابته هنا .
في بعض المنتديات تجد بعض المواضيع تتكلم عن المخترعات الحديثة و تربطها بأحاديث نبوية شريفة ، دون النظر إلى فصاحة النبي عليه الصلاة و السلام ونصحه وصدقه فيما يخبر به .
قضيتُ فترة بين المنتديات وأنا أكتب بعض المواضيع المحذرة من مثل هذه المواضيع وأبين خطأها وخطرها ، ولو لم أجد بعضها في هذا المنتدى لما كتبت موضوعي هذا هنا ... فلعل من كتب هنا يطلع على هذا الموضوع فيعلم خطورة مثل هذه التأويلات ، فيطلب حذف موضوعه في المنتديات الأخرى إن كان قد نشره في أكثر من منتدى .
وبعضهم ينقل كلاماً للشيخ السعدي رحمه الله ويجعله كمقدمة لموضوعه ، حتى يتقبل القارئ تأويله ، ولكن كلام الشيخ السعدي رحمه الله لا ينطبق على هذه التأويلات التي يعرضونها هم .... وسأبين هذا بمشيئة الله .
وأنا سأنقل أحد مواضيعي هنا مع تنقيح وإضافة تتناسب مع ما رأيته في هذا المنتدى ..... والله الموفق .
ــــــــ
ظهرت كثير من العلامات الصغرى للساعة ، وأصبح الناس يترقبون ظهور العلامات الكبرى ، بل ظن بعضهم أن إحدى العلامات الكبرى قد ظهرت ! مؤولين معنى هذه العلامة ، ومحرفين لجميع النصوص الواردة في هذه العلامة ، طاعنين في فصاحة المخبر بها - عليه الصلاة والسلام –
وفي هذا الموضوع سأبين كيفية مواجهة هؤلاء وأمثالهم من المؤولين بذكر بعض القواعد التي يجب علينا أن نرسخها في أذهان أبنائنا وخصوصاً في هذا الزمن المنفتح ، المليء بالشبهات التي تتكاثر مواقعها ، وتنشر أفكارها بين المنتديات ، مع ضعف واضح في تربيتنا لأبنائنا على هذه القواعد .
وقولي بأن تربيتنا ضعيفة لأبنائنا على هذه القواعد ليس إدعاءً أو مبالغة ، بل هذا هو الواقع ، حتى أنني تفاجأت عندما رأيت بعض المعلمين متأثرين بمثل هذه التأويلات !
وهم يعلمون معنى هذه القواعد ، ولكنها غائبة عنهم لضعف التربية عليها ، وعدم ترسيخها في أذهانهم ، فبمجرد عرضها عليهم يتذكروها ويطرحوا هذه التأويلات جانباً .
في شهر الحج قبل الماضي جلستُ في مجلس ، عرض فيه أحد الحاضرين بعض هذه التأويلات من باب صدق النبي عليه الصلاة والسلام وإخباره بما سيكون ، فعارضته بهذه القواعد فتراجع مباشرة ، وكأني ذكرته بأمر هو يعتقده ولكنه غاب عنه !
إذا رسخنا هذه القواعد في أذهان أبنائنا فإننا سنأمن عليهم من أن يفتتنوا بمثل هذه الشبهات ... فكل الشبهات ستصطدم بهذه القواعد وتنهار قواها قبل أن تدخل في عقول أبنائنا .
والحقيقة أن ما يسمونه تأويلاً ليس هو كذلك ، بل هو تحريف وحقيقته استدراك على الله ورسوله ، وأنهما لم يبينا للخلق تمام البيان ... ولكنني استخدمتُ هذا اللفظ لأنه هو الغالب وهو اللفظ الذي يُروِّج به المحرفين شبهاتهم .
ومن القواعد :
1- أن النبي عليه الصلاة والسلام أفصح العرب ، ولا يعجز عن أن يفصح عن مراده بكلام بين واضح للأمة بحيث لا تضل بعده إن تمسكت به ... ومن تأول بالباطل فهذا اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بأنه لم يبين للأمة طريق النجاة .
2- أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا أخبر بأمر سيقع ، فإنه يقع كما أخبر عليه الصلاة والسلام ... فمن حرف الخبر بالباطل فهذا فيه تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام ، إضافة إلى الطعن في فصاحته عليه الصلاة والسلام .
فمثلاً من قال عن الدبابة أنها الخيل أو قال أن إخبار الفخذ المقصود به الجوال أو صحح حديث حمار الدجال ثم قال أن المقصود هو الطائرة .... فكل هذا تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام وطعن في فصاحته عليه السلام ويترتب عليه تضليله للأمة – وحاشاه عليه الصلاة والسلام من كل هذا - .
3- النبي عليه الصلاة بلغ الرسالة على أكمل وجه ، وما من خير إلا دل الأمة عليه ، وما من شر إلا حذر الأمة منه ، فنصح وأرشد وحذر بأوضح عبارة وأبلغ بيان .... فمن تأول الدجال – مثلاً – وقال أنه حضارة أو أمة ، فهذا فيه تكذيب للنبي عليه الصلاة والسلام وخبره ، وطعن في فصاحته عليه السلام ، إضافة إلى أنه لم ينصح لأمته تمام النصح ، بل ضللها في أعظم فتنة ستمر بها .
فيخبرهم أنه سيخرج رجل أعور ... فيتفاجأ الناس بأنه ليس رجل .... إن لم يكن هذا كذباً وتضليلاً فلا ندري ماذا يكون ..... وحاشا النبي عليه الصلاة والسلام من أن يضلل الأمة ، وهو الناصح لها المشفق عليها ... فهو أنصح الخلق للخلق صلوات ربي وسلامه عليه .
لعلكم تلاحظون أن هذه القواعد يرتبط بعضها ببعض .
لنا لقاء بمشيئة الله .