السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: هل يجوز إظهار عيب ولي الأمر على المسلمين أمام المجتمع وأمام الناس؟
الجواب: تقدم الكلام فيه مراراً وتكراراً، إنه لا يجوز الكلام في ولاة الأمور، لأن هذا يُحدث شراً وتفككاً في المجتمع ويفرق جماعة المسلمين ويبغّض ولاة أمر المسلمين للرعية ويبغّض الرعية للولاة، ويوقع الشقاق والشر، وقد يئول إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر، وسفك للدماء وأمور لا تحمد عقباها.
فإن كان عندك ملاحظة من الملاحظات فبلغها لولي الأمر سراً إما بالمشافهة إذا تمكنت، أو بالكتابة، أو بإخبار من يتصل به بتبليغه إياها نصيحة لولي الأمر وتكون سرية ما تكون علانية.
وهذا جاء في الحديث: "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده، فإن سمع منه فذاك، وإلا أدى الذي عليه" هذا جاء معناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
من فتاوى العلامة الشيخ
صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -
وَذَكِّـرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا، فَمَاتَ عَلَيْهِ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»
رواه مسلم في صحيحه
** عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).
** قال الإمام أحمد -رحمه الله- في "أصول السنة": (ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس; فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة)
** قال الإمام النووي في "شرح مسلم"
وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين; وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرتُه وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ....)